الرعاية الصحية الأولية عشر سنوات من العطاء لحماية المجتمع


الرعاية الصحية الأولية عشر سنوات من العطاء لحماية المجتمع

مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية د. مريم عبد الملك:

الرعاية الأولية ركيزة المنظومة الصحية في قطر

يحق لأبناء هذا الوطن المعطاء الفخر والاعتزاز بمسيرة البناء والنهضة الشاملة والمستمرة في جميع قطاعات الدولة ومنها القطاع الصحي في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله وحكومته الرشيدة التي تسهر على راحة ورفاهية المواطن والمقيم، وتشمل تلك النهضة كافة القطاعات وفي مقدمتها القطاع الصحي باعتباره خط الدفاع الأول ، والحاجز الأول لحماية صحة وسلامة المجتمع.
وباعتبارنا جزءاً من هذا العالم الذي يبذل جهوداً وإجراءات غير مسبوقة لمكافحة جائحة كورونا وبالرغم من التطورات المتسارعة في انتشار هذه الجائحة فإن قيادة بلدنا رعاها الله كانت سباقة عالمياً في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة قبل أن تبدأ الكثير من دول العالم اتخاذ أي إجراءات وقائية وهو ما قلل عدد الإصابات وحالات الوفاة وحصلنا بذلك على الشكر والتقدير من المنظمات الدولية والعالمية على هذه الإجراءات.
ويقف القطاع الصحي شاهداً على هذه النهضة؛ حيث أسهم – بفضل الله – والدعم السخي الذي يحظى به هذا القطاع الحيوي من القيادة الحكيمة في الارتقاء بمستوى الأداء في المرافق الصحية، وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وهو ما ساهم في تحقيق إنجازات مميزة في مسيرة العمل الصحي في بلادنا الكريمة، مثل تدشين المراكز الصحية النموذجية في عدة مدن ومناطق بالدولة ؛إضافة إلى تجديد وتطوير عدد من المراكز لزيادة الطاقة الاستيعابية؛ بهدف تسهيل الحصول على الخدمة الصحية، من خلال تعزيز الصحة الأولية التي حققت على مدار السنوات القليلة الماضية نجاحات عظيمة بفضل جهود أبنائنا من العاملين بمختلف الأقسام والإدارات، وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة.
ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر للعاملين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، الذين يعدون حجر الأساس في أي إنجاز تحققه المؤسسة، وبدون مساهماتهم يصعب تحقيق أي إنجازات، فقد كانوا وما زالوا لسنوات طوال على قدر المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم، وما الشكر الذي حصلت عليه المؤسسات الصحية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في كلمته التاريخية أمام دورة الانعقاد الـ(50) لمجلس الشورى إلا تأكيداً وتقديراً على كل الجهود المباركة والمقدرة التي يقومون بها .

تمكنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من تحقيق إنجازات صحية رائدة للمجتمع ونجحت خلال عقد من الزمن في تقديم خدمات شاملة وعالية الجودة تركز على المعافاة والوقاية والكشف المبكر. واستطاعت المؤسسة منذ تأسيسها في فبراير 2012 أن تراكم رصيداً كبيراً من الإنجازات حيث قامت بتحسين الخدمات الصحية المقدمة من خلال مراكزها الصحية وافتتاح مرافق صحية جديدة للرعاية الصحية الأولية، وتطوير وتقديم ثمانية نماذج تحويلية للرعاية من أجل تلبية أكبر قدر من الاحتياجات الصحية للمجتمع، وتعزيز قدرة وكفاءة القوى العاملة من خلال الاستثمار الإضافي وتطوير الموظفين والتدريب.
كما شاركت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في منتديات المناقشات والتخطيط على مستوى القطاع الصحي في الدولة، والتي ضمنت الترابط عبر مختلف مستويات الرعاية الصحية، مما جعل الرعاية الصحية الأولية النقطة الأولى والمستمرة في النظام الصحي في دولة قطر.

تركز المؤسسة بشكل كبير على تطوير خدمات صحية آمنة وعالية الجودة ومتمركزة حول الفرد في جميع مراكزها الصحية انطلاقا من ثقتها بأن أفضل طريقة لتحسين صحة السكان هي وجود خدمات رعاية صحية أولية شاملة وعالية الجودة تركز على المعافاة والوقاية والكشف المبكر.
وأكدت المؤسسة أنه في أبريل 2019 تم إطلاق خطة المؤسسة الإستراتيجية 2019-2023، التي تتضمن 6 أولويات إستراتيجية و20 هدفاً و80 نشاطاً إستراتيجياً سيتم تقديمها على مدار السنوات الخمس القادمة وتهدف إلى الريادة في تحويل صحة وعافية المجتمع في قطر، وتركز الخطة على تقديم خدمات أكثر شمولاً وتكاملاً، وتحويل ميزان الرعاية الصحية إلى نموذج خدمات صحية وقائية استباقية و معززة في المجتمع.
وكشفت المؤسسة عن استكمال تنفيذ واطلاق عدة برامج ومشاريع من بينها نموذج طب الأسرة، حيث تتوافر الخدمة الآن في جميع المراكز الصحية، بالإضافة إلى ذلك، تم اطلاق خدمات العيادة الذكية في جميع المراكز الصحية لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية.

زيادة عيادات المواطنين

تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على زيادة عدد العيادات المخصصة للمواطنين القطريين لتحسين وصولهم إلى مختلف خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتم تنفيذ خدمة الصحة النفسية المعززة، وتحسين برنامج الرعاية لما بعد الولادة، وتم تحديث العديد من السياسات والإجراءات المتعلقة بخدمات الرعاية المنزلية، والصحة المدرسية وكذلك توفير خدمات الرعاية العاجلة في 8 مراكز صحية ، والمراكز الثمانية هي معيذر وروضة الخيل والغرافة والكعبان والشحانية والرويس وأم صلال وأبوبكر الصديق.
وأشارت المؤسسة في تقريرها السنوي إلى أن الجهود الاستباقية للتصدي لجائحة كورونا أثبتت فعاليتها حيث أجريت العديد من التغييرات على الرعاية الصحية الأولية حماية لمجتمعنا وضمان إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في بيئة آمنة، بالتوازي مع مشاركة المؤسسة في جهود الدولة في مكافحة هذا الوباء.

خدمات أكثر شمولاً

تفتخر المؤسسة بالإجراءات المبكرة التي تم اتخاذها لحماية صحة العاملين والمجتمع، مضيفة: وسيبقى ذلك على رأس أولوياتنا مع بدء الحياة في العودة لطبيعتها، وفي السنوات الخمس المقبلة، سينّصب اهتمام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تحويل الطريقة التي يتم بها تقديم الرعاية، حيث تدعو الاستراتيجية الوطنية للصحة الجديدة إلى تعزيز نظام التعاون بشكل أفضل عبر القطاع بأكمله، وتحسين الوصول إلى خدمات أكثر شمولاً في المجتمع.

إنجازات في مختلف الاختصاصات

تضمن تقرير مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن العامين الماضيين 2020 و2021 عدداً من الإنجازات في مختلف اختصاصات المؤسسة، من بينها على سبيل المثال:

افتتاح مراكز جديدة

كشفت المؤسسة عن خططها لافتتاح عدة مراكز صحية جديدة (المشاف ، أم السنيم ، والسد) ومركز الخور الصحي والذي سيكون بديلاً عن مركز الخور الصحي الحالي ، بعد الافتتاح الفعلي لمركزي الرويس الصحي ثم مركز جنوب الوكرة الصحي خلال العامين 2020 – 2021 ، إضافة الى الانتهاء من أعمال التجديد الكامل لمركز الكعبان الصحي.
وحول أبرز ما قامت به مؤسسة الرعاية الصحية الأولية للتصدي لجائحة كوفيد 19، جاء في التقرير السنوي: وضعت دولة قطر خطة عمل وطنية للاستجابة لجائحة فيروس كورونا ( كوفيد – 19) تحدد مجموعة واضحة من الإجراءات اللازمة لضمان حماية صحة المجتمع مع مراعاة كل الجوانب الحياتية الأخرى على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث تضمنت الخطة الاستعداد الفعال والمراقبة والاستجابة والتعافي من جائحة كوفيد – 19.

1 – تقوم جميع المراكز الصحية الـ 28 بتقديم اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 (موديرنا و فايزر) للفئات المستهدفة وفق المواعيد المجدولة مسبقاً عبر عيادات التطعيم المنتشرة في هذه المراكز ، وتعمل 20 من هذه المراكز على مدار الأسبوع حيث بدأت هذه المراكز في إعطاء الجرعة الثالثة المعززة.
2 – إدارة مشروع حملة التطعيم ضد فايروس كوفيد – 19 في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
3 – عمل فحص كوفيد من خلال المركبات في المراكز الصحية مما ساهم في تقليل انتقال العدوى بين المرضى .
4 – عمل فحوصات كورونا أثناء إقامة مباريات نهائي كأس سمو الأمير ونهائيات كأس آسيا، وكأس العرب.

الاعتماد الكندي الماسي

وفي اطار حرصها على الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات، حصلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في أبريل 2021 على شهادة اعتماد المستوى الماسي للاعتماد الكندي، والذي يعتبر أعلى مستوى في إطار برنامج الاعتماد، والذي يُمنح للمؤسسات الملتزمة إلى أقصى درجة، وتتميز بالجودة العالية ورصد النتائج، بالإضافة إلى استخدام الأدلة وأفضل الممارسات لتحسين الخدمات.

التعليم الطبي المستمر

كما حصلت إدارة تدريب وتطوير القوى العاملة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الاعتماد للتعليم الطبي المستمر للمهن الصحية من إدارة التخصصات الصحية في وزارة الصحة العامة وذلك لمدة خمس سنوات اعتباراً من ديسمبر 2021 ولغاية نوفمبر 2026 في انجاز جديد تحققه المؤسسة.