أجرى الحوار : حسن حاموش وأمل صلاح

تعتبر هيئة الاشغال العامة الداعم الرئيسي لمشاريع التنمية الشاملة وفقا لرؤية قطر الوطنية حيث انفقت خلال خمس سنوات 20 مليار ريال على مشاريع البنى التحتية ومشاريع التنمية في الصناعة والصحة والتعليم والخدمات .
ولعبت اشغال دورا مهما في دعم الصناعة الوطنية من خلال خطين متوازيين اولهما بناء وتجهيز المصانع والبنى التحتية للصناعة . والثاني هوتشجيع المنتج الوطني من خلال استخدام %70 من المواد المستخدمة في المشاريع من الصناعة الوطنية .
حول هذا الدور البالغ الأهمية تحدث سعادة المهندس/ سالم محمد الشاوي مدير إدارة المكتب الفني في هيئة الاشغال العامة لمجلة رؤية كاشفا أن اشغال قامت بتأهيل 250 مصنعا محلياً منذ إطلاق مبادرة «تأهيل» في 2018، فضلا عن دعمها وتشجيعها مستثمرين جدد على ضخ استثماراتهم في إنشاء مصانع جديدة تساهم في متطلبات مشاريع الدولة الحالية والمستقبلية التي تعمل عليها «أشغال» والجهات الأخرى.

وأكد المهندس /الشاوي اهتمام اشغال بتنفيذ مشاريع مستدامة وصديقة للبيئة من خلال التركيز على اعادة تدور مخلفات المباني والاطارات والزام جميع المصانع بادراجها ضمن عمليات التنفيذ في محاولة لتقليل الملوثات والاعتماد على المواد الموجودة كثروة لا يجب اهدارها. وإليكم نص الحوار:

دعم الصناعة الوطنية

ماهو دور «أشغال» في نهضة الصناعة الوطنية؟

لقد حرصنا في « اشغال» على مشاركة القطاع الخاص وتشجيع المصانع المحلية حيث عملنا على تعريف المصنعين القطريين بما تحتاجه مشاريعنا من المواد المختلفة وتشجيعهم على تطوير منتجاتهم بما يتواكب مع المعايير المطلوبة.
وقد واصلنا دعمنا للمنتج الوطني و الاعتماد على الموردين المحليين لتوفير المواد الأساسية المستخدمة في المشاريع، حيث قمنا بتأهيل حوالي 260مصنعاً محلياًّ منذ إطلاق مبادرة «تأهيل» في 2018. لتعزيز مشاركة المصانع القطرية في المشاريع التنموية التي تقوم الهيئة بتنفيذها، كما تم تشجيع مستثمرين وطنيين جدد على ضخ استثماراتهم في إنشاء مصانع جديدة تساهم في متطلبات مشاريع الدولة الحالية والمستقبلية التي تعمل عليها «أشغال» والجهات الأخرى.
واليوم، نعتمد على المواد محلية الصنع بنسبة %70 على الأقل في تنفيذ مختلف مشاريعنا.
والجدير بالذكر أن خلال السنتين 2020 و2021، تم ترسية خمسة عقود جديدة لمشاريع أعمال تحسين الطرق على مقاولين قطريين، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 189 مليون ريال قطري ضمن مبادرة «تأهيل صغار المقاولين». وتصل القيمة الإجمالية للعقود التسعة التي تم ترسيتها ضمن المبادرة إلى 189 مليون ريال قطري.

استراتيجية اشغال

كيف نجحت اشغال في تنفيذ رؤيتها الاستراتيجية والاعتماد على الصناعة الوطنية؟

لتحقيق رؤيتنا الاستراتيجية 2018-2022 ادركنا ضرورة التركيز على الصناعة الوطنية لتكون الخيار الافضل للجهات الحكومية في تنفيذ المشاريع الضخمة بالدولة وذلك من خلال طرح المناقصات العامة ، خاصة وأننا وجدنا ان المصانع المحلية تمتلك الخبرة المناسبة والتكنولوجيا المتطورة التي تمكنها من المشاركة بفاعلية في المشاريع الكبرى التي يجرى تنفيذها في الدولة وفق أعلى المعايير العالمية.
ومن الطبيعي أن تتيح هذه الطفرة حزمة من الفرص الكبيرة للمصانع والشركات المحلية لتوفير المواد المستخدمة في إنجاز هذه المشاريع، وهو ما يعتبر من ضمن الأولويات بالنسبة للهيئة من حيث إشراك أكبر عدد ممكن من المصنعين القطريين وشركات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في هذه المشاريع، سواء من خلال مبادرات فردية لأشغال او بالشراكة مع مؤسسات وجهات وطنية أخرى.
وقد قمنا بالعديد من المبادرات والمؤتمرات لتعريف المصانع المحلية وشركات القطاع الخاص بما تحتاجه اشغال فى مشاريعها وشرحنا لهم خطة عملنا المستقبلية ولاقت جهودنا حماسا كبيرا لدي المصنعين المحليين واظهروا قدرتهم على تنفيذ هذه المشاريع وقد تم توجيه المقاولين للتعامل مع الشركات المحلية بدلا من التعامل مع شركات خارجية بهدف تشجيعهم كما تم تشجيع المستثمرين على ضخ استثماراتهم في انشاء مصانع جديدة تساهم في متطلبات مشاريع الدولة الحالية والمستقبلية.

صناعات تعتمدها اشغال

ماهي أبرز الصناعات الوطنية التي تعتمد عليها أشغال؟

من أبرز الصناعات الوطنية التي تدخل في مشاريع أشغال للبنية التحتية وغيرها والتي فعليا يتم الاعتماد على مصنعين محليين لتوريدها هي:

حديد التسليح والخرسانة مسبقة الصب ولوحات وأنظمة التحكم وعوازل المياه والكوابل وعناصر كهربائية وميكانيكية وأنظمة الري وأعمدة الإنارة ومصابيح إنارة الشوارع وانابيب بمواصفات واستخدامات مختلفة وأنظمة النقل الذكي والعلامات الأرضية والبيتومين والاسمنت والكوابل والانابيب مسبقة الصب والمناهل مسبقة الصب وأنظمة التهوية والديزل.

كما تعتمد أشغال على هذه الصناعات الوطنية ليس لمجرد كونها صناعات وطنية فقط، بل لقدرتها على منافسة المواد المصنعة خارجيا من حيث المواصفات والمعايير والاسعار.

الشراكة مع القطاع الخاص

هل تمتلك المصانع الوطنية القدرة على تلبية مشاريع «أشغال»؟

تحرص هيئة الأشغال العامة بشكل متواصل ومنتظم من خلال وسائل الإعلام والمعارض والملتقيات وغيرها من المناسبات، على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وإطلاع المستثمرين والمصنعين والموردين ورواد الأعمال المحليين على فرص العمل المتاحة لهم في مشاريع الهيئة الحالية والمستقبلية، حيث تعتبر الصناعات الوطنية هي الخيار الأفضل بالنسبة للهيئة وذلك لثقتنا بأن آليات التواصل وتبادل المعلومات بين الهيئة والقطاع الخاص دائما ما تفضي إلى نتائج إيجابية، من حيث تفهم القطاع الخاص لاحتياجات مشاريع الهيئة والعمل على توفير الاستثمارات والخبرات المناسبة وأدوات الإنتاج الحديثة لتلبية الطلب المحلي و المنافسة في المناقصات العامة للهيئة. وقد شهدت الفترة ما بين 2016 و2021 قفزة كبيرة من حيث نسبة المنتج المحلي للمواد الرئيسية في مشاريع الهيئة.

جودة المنتج الوطني

ما مدى جودة المنتج الوطني في المواد الأولية للبنى التحتية؟

تتبع أشغال في تنفيذ مشاريعها أعلى المواصفات المحلية والدولية، ولعل الزيادة المضطردة في نسبة الاعتماد على المواد الرئيسية الوطنية في مشاريع أشغال هو دليل واضح ومؤشر رئيس على جودة المنتج الوطني وقدرته على منافسة المنتج الأجنبي. كما تحرص الهيئة باستمرار على تنظيم لقاءات دولية بين الشركات والمصانع المحلية ونظيراتها العالمية بهدف تشجيع الشركات والمصنعين المحليين على تأسيس تحالفات مع هذه الشركات العالمية لتبادل نقل الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا ودعم الأنشطة الإنتاجية في قطاع البنية التحتية والتشييد لزيادة فرص التنافس لشركاتنا ومصنعينا المحليين ليس على المستويين المحلي والإقليمي فقط، بل وعلى المستوى العالمي كذلك.

شريك استراتيجي

ماهو دور اشغال في دعم ومساندة الجهات الراعية والداعمة للصناعة؟

هيئة الأشغال العامة هي شريك استراتيجي ورئيسي للعديد من الجهات المحلية الراعية والداعمة للصناعة. فعلى سبيل المثال، تشارك الهيئة بجهود وزارة التجارة والصناعة المتعلقة بتذليل العقبات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع استخدام المنتج الوطني، وخاصة بقدر ما يتعلق الأمر بالمواد الرئيسية في مشاريع البنية التحتية والتشييد.
كما تتضافر جهود الجهتين دائما على تحديد الصناعات المستهدفة في قطاعات البنية التحتية والإنشاءات من اجل إطلاع السوق المحلي عليها وتشجيعه على تلبية الاحتياجات للمشاريع ذات الصلة.
قامت « أشغال» مؤخرا بالعمل مع بنك قطر للتنمية على تحديد المواد الأكثر استخداما بمشاريع الهيئة والتنسيق مع البنك لدراسة السوق المحلي وقياس مدى توفر مصنعين محليين لهذه المواد، حيث قام البنك بعد ذلك بمقارنة هذه المواد بما هو مصنع منها محليا وباطلاع الشركات والمستثمرين والمصنعين المحليين على الفرص المتاحة لهذه المواد لغرض تطوير قدراتها التصنيعية والإنتاجية.
وعملت الهيئة كذلك على دعم ومساعدة مشروع بنك قطر للتنمية لتطوير الموردين المحليين، حيث زودت الهيئة البنك بالمعلومات والبيانات التي تمكن البنك من ربط المواد التي تدخل في مشاريع الهيئة بالموردين والمصنعين المحليين وشاركت «أشغال» في ملتقى دعم المصانع المحلية الذي نظمته غرفة قطر شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي لاستعراض المشاريع القائمة والمستقبلية بالدولة والتأكيد على أهمية دور القطاع الخاص في المشاركة بهذه المشاريع والقطاعات الأخرى المتصلة بها.
وتمثلت مشاركة الهيئة بهذا الملتقى بتقديم عروض تفصيلية حول مشاريع الهيئة وفرص التوريد من منتجات محلية لهذه المشاريع والمبادرات التي ترعاها الهيئة لدعم المصنعين الوطنيين، كمبادرة «تأهيل» التي اشرت إليها سابقا وشرح آلية الاعتماد بقوائم الموردين المعتمدين لمشاريع اشغال.

حجم الانفاق

ما هي القيمة التي استثمرتها «أشغال» في دعم وشراء المنتجات الوطنية؟

حسب بيانات تم إعدادها سابقا، استفاد السوق المحلي بحوالي 20 مليار ريال من موازنات مشاريع البنية التحتية والمباني خلال الفترة 2016-2021، كما من المتوقع أن تتجاوز قيمة المواد المصنعة محليا لمشاريع البنية التحتية 25,6 مليار ريال للأعوام الخمسة القادمة.

كيف تتعامل اشغال مع النفايات الصناعية ومخلفات المصانع؟

وضعنا خطة استراتيجية لاعادة تدوير مخلفات المصانع والمشاريع والزمنا جميع المصانع للعمل بها فعلى سبيل المثال:
تم الزام جميع مصانع تنفيذ الطبقة السفلية للاسفلت باستخدام مخلفات الاطارات وتم ادارجها في جميع الخلطات الاسفلتية.
كما تم اعادة تدوير مخلفات المباني القديمة واستخدامها في طبقات المناطق الصلبة وحاليا نتعاون مع مصنع الحديد والصلب لخروج خبث الحديد في خطة مستقبلية لاعادة اضافته لخلطات الاسفلت كما انشأنا العديد من مكبات النفايات في الخور وغيرها وذلك لتقليل خطر الملوثات واعادة تدويرها مرة اخرى.

متى تنتهي المشاريع الحالية ؟

المشاريع المرتبطة بالمونديال تم الانتهاء من اكثر من %95 منها من منشآت وطرق وستادات والطرق المرتبطة بالشبكات المؤدية لكاس العالم مثل محطات القطارات والباصات. تم انشاء الشبكة وربطها بالطرق وجميع المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية وغيرها من مسارات المشي وهناك القليل من المشاريع على وشك الانتهاء منها مثل الكورنيش وبعض منها فى قلب الدوحة. هذه المشاريع نفذت على الاستدامة الطويلة وقدرتها الاستيعابية عالية جدا وتم ربطها بالفنادق واماكن المولات واماكن التنزه والحدائق والتجمعات التجارية.

ماهي اهم المبادرات والشراكات التي قامت بها اشغال في الاونة الاخيرة ؟

• من ضمن المبادرات الجديدة التي تستحوذ على اهتمام وتركيز الهيئة هو مبادرة رقمنة قطاع البناء والإنشاء لتشجيع الشركات المحلية على استخدام أحدث الأساليب والوسائل التكنولوجية في تنفيذ المشاريع وتطوير واستخدام الوسائل والمواد المستدامة والصديقة للبيئة، وبما يساعد على تحقيق رؤية قطر 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية وتغير المناخ واستراتيجيات الهيئة، ومن شأن ذلك أن يتيح فرصا استثمارية وتصنيعية إضافية لشركاتنا ومصنعينا الوطنيين.
• وتشارك اشغال في المعارض الدولية باسم دولة قطر كمعرض اكسبو دبي الحالي .