حاوره – علاء الدين قريعة

تعد محمية الدوسري الطبيعية إحدى أبرز المعالم السياحية في دولة قطر، لما تشكله من إرث هائل يمتزج فيه عبق التاريخ مع تراث الآباء والأجداد.
وتمكنت المحمية الواقعة في منطقة الخريب على بعد 7 كيلو مترات من منطقة الشحانية وعلى بعد 50 كيلو مترا من احتلال مكانة مرموقة ووصل معدل الزوار لنحو ربع مليون زائر سنويا، وبلاشك هذا لم يأت من فراغ بل هو حصيلة جهود مضنية لصاحب المحمية محمد مطر الدوسري الذي كافح على مدار 40 عاما للوصول بالمحمية الى هذه المرحلة من الازدهار.
وحصلت المحمية على العديد من شهادات التقدير والأوسمة التي ساهمت باكتسابها سمعة عالمية وباتت من أبرز المحميات في المنطقة لما تضمه من الأشجار النادرة والحدائق والمسطحات الخضراء، فضلا عن ان المحمية أصبحت ملاذا للعوائل والأفراد في العُطَل ونهاية الاسبوع، ومكانا لتلاقي الجاليات في قطر، كما أنها تستهوي عشاق الطبيعة والمغرمين بالتاريخ والمهتمين بالبيئة، ليجمع العناصر جميعها في محمية فريدة من نوعها يشكل تاريخها الضارب بجذوره في عمق الأرض إحدى العلامات المضيئة للبيئة القطرية الصحراوية وأدرجت ضمن أجندة السياحة القطرية.

محمد مطر الدوسري طيار قطري درس علوم الطيران في بريطانيا وأمريكا وحصل على رخصة طيران مدني ، قبل تفرغه لمشروعه في المحمية التي أسهمت في إثراء البيئة القطرية الصحراوية بالنباتات والحيوانات البرية. ، وبدأ الدوسري رحلة الكفاح في العام 1980 بجمع بعض من الطيور والقرود والنعام والغزلان والحيوانات من البيئة القطرية، قبل أن يستكمل جهوده عبر العديد من رحلات الصيد إلى الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية بينها السودان، وتنزانيا، وكينيا، والهند والباكستان ، لتعزيز رصيد المحمية ببعض الحيوانات البرية ، وأسس الدوسري معرضا خاصا بالمحنطات ويشمل على 50 حيواناً وطائراً وبعض حيوانات البيئة القطرية، وضم قسم حديقة الحيوان 40 حظيرة احتوت على العديد من الحيوانات البرية كالغزلان والوعول والأيائل والنعام والعديد من الطيور المختلفة قد تم جلبها من مختلف الدول الأفريقية والآسيوية وبعض حيوانات البيئة القطرية.

ويقول الدوسري إن تطور الإنتاج الزراعي يعود الفضل فيه الى الدعم الكبير واللامحدود لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، فضلا عن جهود وزارة البلدية والبيئة والمساعي الحثيثة لسعادة الوزير عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي ووكيل الوزارة المساعد للشؤون الزراعية الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني ويوسف الخليفي مدير السؤون الزراعية
لتنوع الانتاج الزراعي في قطر بشتى مجالاته عبر انشاء البيوت المحمية وتوفير الرعاية اللازمة وتوفير البذور والأسمدة الزراعية وفريق عمل الارشاد الزراعي، بجانب الخطة الموضوعة للانتاج الحيواني، وتطوير التقنيات المعمول بها ونثمن جهود الأخ عبد العزيز زيارة والادارة المعنية بتأمين الرعاية وكافة المستلزمات اللازمة لها والرعاية البيطرية، الأمر الذي ساهم في الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن جزء كبير من الاستيراد ، والوصول الى طليعة الدول العربية في مؤشر الأمن الغذائي.
ويضيف الدوسري: لقد قامت محمية الدوسري بجهود كبيرة في مجال الانتاج الزراعي للخضراوات العضوية، والأشجار المثمرة، كما تم التعاون مع وزارة الزراعة في الهند قامت المزرعة في المحمية بانتاج العديد من الخضراوات المختلفة وتجربة زراعة الرز عام 2015 والتي حظيت باهتمام كبير ونسعى الى تكرار التجربة في الفترة القادمة .كما كانت المحمية حريصة على تطوير الزراعة العضوية، ومشتل زراعة الأشجار البرية لتقديمها كهدايا لزوار المحمية والمحافظة على البيئة، بجانب قاعة للمحاضرات لطلبة المدارس التي تحرص على تخصيص رحلات دورية الى المحمية لتعريف الطلاب بأقسام المحمية.