لوسيل ترسم ملامح التنمية العمرانية في قطر لعقود قادمة


لوسيل ترسم ملامح التنمية العمرانية في قطر لعقود قادمة

تمثل لوسيل، إحدى أكثر الوجهات تميّزاً ورواجاً في شمال مدينة الدوحة، مشروعاً واعداً يتوافق مع رؤية قطر الوطنية التي تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة عصرية قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، تقليل الاعتماد على النفط والغاز، وتأمين استمرار العيش الكريم للأجيال الحالية والمستقبلية، مع ترسيخها التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة.
تحمل لوسيل في ثناياها طابعاً تتناغم فيه التقاليد القطرية مع فنون العمارة الإسلامية بأسلوب معاصر، وتعتمد منهجاً يراعي أعلى معايير التصميم من الناحيتين الجمالية والمعمارية، مع المحافظة على البيئة ومعايير المدن الخضراء.
بارتكازها على مبادئ رئيسية أهمها الارتقاء برفاهية العيش إلى مستويات جديدة من الحداثة، تعزيز الاستدامة، والإبداع في توظيف المسطحات الخضراء والمناظر الطبيعية، بدأت أعمال تطوير مدينة لوسيل في عام 2005 بقيادة شركة الديار القطرية على مساحة إجمالية تبلغ 38 كيلومتراً مربعاً، تحتضن 4 جزر و19 منطقة تجارية وسكنية وترفيهية متعددة الاستخدامات، لتجعل منها مدينة متكاملة قادرة على استيعاب 200 ألف مقيم و170 ألف موظف، إلى جانب 80 ألف زائر، وفي خطط ثابتة لاستقبال 450 ألف نسمة إجمالاً.

مع تقدّم أعمالها يوماً بعد يوم، تسعى لوسيل لتكون وجهة العديد من المنشآت والمرافق الأكاديمية والطبية والرياضية والوحدات السكنية والمكاتب متعددة المساحات، فضلاً عن 15 فندقاً مرموقاً بمختلف فئات التصنيفات العالمية للنجوم، بحيث تستقطب بعصريتها الفاخرة مختلف الأذواق بصفتها عنوانا مجتمعياً قائماً بذاته يشتمل على كافة المقومات التي تجعل منه ملاذاً مميّزاً لمحبي العمل والعيش والتسوق والاستثمار ، يعزز التواصل بين القاطنين والزوار ، ويوفرّ نمط عيش متطور يحاكي تطلعات العصر والاحتياجات الفردية المتنوعة.

«لوسيل، عنواني الأمثل» شعار يستمدّ قوته من رؤية تتحوّل إلى واقع، ويعبّر عمّا يتشاركه السكان والزوار من مشاعر انتماء وارتياح لاختيار لوسيل مكاناً لعيشهم وعملهم.

فما الذي باتت تقدّمه لوسيل اليوم؟
وما الذي تعد فيه في القريب المنظور؟

مفهوم جديد للتطوير الحضري

اليوم، باتت لوسيل تقدّم الكثير على أرض الواقع سواء من ناحية البنية التحتية، الإنشاءات، مناطق الجذب والترفيه وغير ذلك، حيث تمضي أعمال الإنشاءات والتطوير العمراني فيها بخطى ثابتة، هادفة لاستقبال زوار قطر وضيوفها وعشاق كرة القدم ومشجعيها خلال بطولة كأس العالم – قطر 2022، وفق نسق يبرز الإرث الغني لدولة قطر، ويعكس الرقي والتطور الذي وصلت إليه على مر العقود.
ولعل فوز لوسيل المركز الأول في جوائز العقارات الدولية وجائزة «أفضل مشروع عقاري متعدد الاستخدامات في قطر» على المستوى المحلي والإقليمي، شهادة تؤكّد تميّزها، إذ تضم 19 منطقة عصرية متعددة الاستخدامات تنبثق من تصور مستقبلي لطموحات ورؤى مواكبة لروح العصر.
وتأتي في مقدّمة هذه المناطق المتنوعة الاستخدامات منطقة المارينا، المحور الحيوي للوسيل، حيث تقع في الجزء الجنوبي الشرقي منها على مساحة 672000 متر مربع، وتضم ممشى مارينا لوسيل، بالإضافة إلى مناطق سكنية متعددة الاستخدامات على امتداد الواجهة البحرية، مع مساحات واسعة مفتوحة لاحتضان كبرى الفعاليات المحلية والعالمية. أما البقعة الأبرز ضمن تخطيطها، فهي داون تاون لوسيل، مركز المدينة الذي تلتقي فيه أروع فنون الهندسة المعمارية العالمية بالمناطق التجارية النابضة بالحياة، وتمثل محوراً حضارياً جديداً في قطر عبر وجهاتها الرئيسية الثلاث؛ الشارع التجاري والبلازا والسيف، تتيح تجربة متميّزة للسكان والزوار، وفرصاً واعدة لنمو وازدهار الأعمال التجارية.

الشارع التجاري، وجهة عصرية

بتصميم يحاكي شارع الشانزليزيه الباريسي، يمثل الشارع التجاري منطقة نابضة بالحياة، فهو يمتد بطول 1.3 كم، ويقدّم للسكان والزوار مزيجاً من مظاهر الحياة الحضرية المعاصرة والثقافة القطرية. يضم مجموعة من الوحدات السكنية الراقية، مع التركيز بشكل خاص على تجارة التجزئة والأنشطة السكنية والترفيهية والثقافية، إلى جانب أماكن التسوّق والمطاعم التي تتيح متعة التسوق وتناول الطعام في شارع المشاة، كما يتصل بمواقف للسيارات تحت الأرض تتسع لحوالي 2,000 موقفاً.

البلازا، قلب داون تاون

بإطلالتها الساحرة على البحر عند نهاية الشارع التجاري، تمثل منطقة البلازا، المحور الرئيسي لداون تاون لوسيل، وموطناً للمساحات المفتوحة المخصصة لاستضافة الأحداث والتجمعات والاحتفالات العالمية والتي تتسع لحوالي 10,000 شخص. تحددها أربعة أبراج شاهقة بارتفاع 50 و70 طابقاً، وتضم في وسطها ساحة مشاة بإطلالة بحرية.

في محيط الوجهات الثلاث

وعلى بُعد بضع دقائق من ممشى المارينا، توجد منطقة الطرفة التي تدمج الأنشطة وأماكن الترفيه والتسلية في بيئة مستدامة وعصرية، وتضم منافذ البيع والمطاعم الفاخرة والمساحات السكنية والمكاتب والفنادق والحدائق المائية وغيرها. وفي موقع استراتيجي مميّز قبالة سواحل الطرفة، تقع جزيرة المها، الملاذ العصري المدعوم بأحدث مرافق الترفيه والثقافة الراقية في حين يحتضن الطرف الشمالي للوسيل مشروع حزوم لوسيل، الذي يوفّر 19000 وحدة سكنية و340000 متر مربع مخصصة للمدارس والمرافق الصحية ومنافذ البيع بالتجزئة والمساجد والمساحات الخضراء. أما منطقة الإركية فجاء تصميمها كمنطقة متوسطة الكثافة السكانية على طول طريق الخور السريع تدعم الحفاظ على بيئة صحية للمقيمين والزوار، وتتميّز بقربها من استاد لوسيل ومنطقة الملاعب الرياضية، وملعب الغولف والواجهة البحرية، والأماكن الترفيهية الرئيسية.

السيف، وجهة راقية

أما السيف، فتعتبر منطقة رفيعة المستوى تجسّد الهدوء والرقي والطبيعة في تناغم مثالي عبر ممشى طوله 2,3 كم، إلى جانب 600,000 متراً مربعاً من الوجهات التجارية والمكاتب والمحلات والفنادق والشقق السكنية، ووسائل الترفيه والمطاعم والوجهات الثقافية بطول واجهة بحرية آسرة تطل على جزر قطيفان من جانب، وجبل ثعيلب من الجانب الآخر. وجهة تفتح أبوابها للمستثمرين الراغبين بالتملك الحرّ نظرا لموقعها الاستراتيجي على الواجهة البحرية في قلب لوسيل، وعلى قربها من العديد من المعالم الرئيسية.

مجتمعات سكنية بتصاميم عصرية

مواقع متميّزة بين حيوية المناطق التجارية وتلك المتعددة الاستخدامات النابضة بالحياة في لوسيل، تقع المناطق السكنية التي تستشرف آفاق المستقبل بتصميماتها الرائعة وخدماتها التي تعزّز الاستدامة، بينما تعيد صياغة تصوّر جديد للاستفادة من تقنيات التكنولوجيا المتطورة دعماً لرفاهية العيش.
البداية مع منطقة الواجهة البحرية السكنية التي تقدّم مثالاً رائعاً للحياة قرب الشاطئ مع أحدث وسائل الراحة وسط محيط آمن يضم العديد من الأبراج السكنية المتوسطة والعالية الارتفاع، بالإضافة إلى فنادق فاخرة. أما الياسمين فصُممت كمنطقة مبتكرة لاستيعاب 18000 نسمة عبر مبانٍ ذكية وصديقة للبيئة من فئة أربع وخمس نجوم، بالإضافة إلى المرافق التعليمية ومنشآت الضيافة، بحيث تجمع بين سبل العيش المتميّز، والترفيه ومساحات العمل، والمساحات الخضراء.
من جهة أخرى، تبلورت منطقة جبل ثعيلب كمنطقة سكنية راقية وأنيقة تحتضن عدة مبانٍ متعددة الاستخدامات. يمر في وسطها الشارع التجاري الرئيسي، وتنتشر بها الحدائق الطبيعية، بالإضافة إلى الطراز المعماري الفريد لمبانيها. أما الوسل فقد صُممت كمركز يُبقي المهنيين والشركات على إطلاع دائم بكل جديد في عالم التكنولوجيا مستفيدة من موقعها المتميّز في مركز الأعمال.
وتأتي منطقة نيفا كواحدة من المناطق السكنية متوسطة الكثافة، تضم مساحات خضراء مفتوحة وحدائق منتشرة بين حوالي 7,100 وحدة سكنية و24,000 مركزاً للبيع، مما يجعلها خياراً مثالياً للعاملين في لوسيل، يمنحهم منزلاً بتصميم عالمي قريب من مكان العمل. بينما تُصنّف النفل والخزامى ضمن المناطق المنخفضة الارتفاع على الواجهة البحرية الغربية والشمالية، وذلك كونها تضم قطع أراضي لتطوير الفلل للعائلات القطرية؛ إضافة إلى المساحات المفتوحة. وعلى شاطئ لوسيل بالقرب من منطقة النفل، تحتضن منطقة الخرايج 42 برجاً سكنياً، محاطة بأرصفة مفتوحة واسعة وملعب جولف.

ترابط حضري يعززه سهولة الوصول والانتقالات

حققت لوسيل من دون شك علامات بارزة ضمن جهودها لإنشاء شبكة طرق ونقل متكاملة لجميع مستخدميها، بما في ذلك المشاة وهواة ركوب الدراجات الهوائية ومستخدمي المترو، فضلا عن تعزيز التواصل بين مدينتي الدوحة ولوسيل، وكل ذلك بهدف تأمين تجربة حضرية من نوع فريد تسهّل على المقيمين التنقل والتواصل.
أعدت لوسيل شبكة طرق سريعة تربطها بالخليج الغربي والدوحة من الجنوب، وطريق لوسيل السريع في الشرق والشمال، بينما تمّ إنشاء شبكة نقل داخلية تمتد لأكثر من 200 كم من الشوارع وشبكات الترام والمترو، بما يتماشى مع إرساء أسس بنية تحتية قوية ومستدامة. أما وسائل النقل في لوسيل، فسعت لأن تكون بكاملها صديقة للبيئة وموفّرة للطاقة، وفي مقدمتها؛ شبكة الترام التي تضم 25 محطة عبر 38 كم من السكك الحديدية لربط أحياء المدينة التسعة عشر، والمتصلة بشبكة مترو الدوحة. كذلك، تحتوي لوسيل على نظام للنقل المائي يمتد عبر 30 كم، و1600 رصيف للقوارب في أكثر من 3 مراسي، وتوفّر 20 موقفاً للتاكسي المائي.

رفاهية العيش وجودة الحياة

على الرغم من أن لوسيل تزخر بالعديد من الوجهات ومناطق الجذب، إلا أن هناك مجموعة من الأماكن التي تحظى بشعبية متزايدة بين زوارها وسكانها، كوجهات هي الأكثر تميّزا في محيطها الخلاب:
ستكون منطقة الاستاد التي تحتوي على استاد لوسيل، بالإضافة إلى العديد من الفنادق والساحات الرياضية ومراكز الترفيه، من أهم الوجهات للاعبين والمشجعين خلال كأس العالم 2022، خاصة أن الاستاد سيشهد مباراة النهائي، وهو الأكبر على الإطلاق ضمن الملاعب المخصصة للبطولة، حيث يتسع إلى 80 ألف متفرج، ومجهز وفق أحد النظم المتطورة.
الحديقة الهلالية الممتدة على مساحات خضراء تصل إلى 275,000 متر مربع، تضم العديد من المرافق الرياضية كي تتيح لمرتاديها ممارسة مختلف الرياضات ومنها؛ ملعب كرة قدم كبير، وثلاثة ملاعب كرة سلة، وملعبين للكرة الطائرة وثلاثة ملاعب تنس، ومنطقة ترفيهية مخصصة للأطفال، فضلا عن المطاعم، وموقف للسيارات، ومسارات مخصصة للمشي وركوب الدراجات.

عالم من الاستدامة

قصة لوسيل العمرانية تزداد استثنائية لكونها أول مدينة من نوعها في قطر تطبّق مبادئ النظام الخليجي لتقييم الاستدامة، وخير دليل على ذلك حصول أي مبنى في لوسيل على تصنيف نجمتين كحد ادنى وفقاً للنظام الخليجي لتقييم الاستدامة. أما في الأماكن المفتوحة، فتتبنى لوسيل استراتيجية مخصصة للمساحات الخضراء، من خلال إنشاء الحدائق ونشر النباتات على جانبي شوارعها مع الحد من استهلاك المياه في ريّها. ومن ناحية أخرى، تعمل شبكة تصريف مياه الأمطار في لوسيل على منع وقوع الفيضانات، والحد من تجمّع المياه في الطرقات. اضافة الى ذلك، تضم لوسيل أحد أفضل نظم التبريد في العالم لخدمة 1000 مبنى على مساحة 175 كم، مع الحدّ من انبعاث 65 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ومع اعتمادها على أنظمة جمع النفايات باستخدام التيارات الهوائية، يتوقع ان تغيب عن مشهد لوسيل الحاويات وشاحنات النفايات، فيما ستعمل محطة معالجة الصرف الصحي فيها على ضغط المخلفات والتفريغ الهوائي ونزح المياه باستخدام الترشيح بالضغط.

فرص استثمارية واعدة للقطريين والأجانب

فيما تقدم لوسيل في الكثير من ثناياها فرص مميزة للاستثمار ومن ضمنها فرص للتملك الحرّ في معظم مناطقها، تعتبر جزر قطيفان درّة التاج ضمن مشروع لوسيل، وتضم أكثر المناطق السكنية رقياً فيها. جاء تخطيطها لتوفّر الفخامة والهدوء، مع اتصالها بأنشطة ومرافق مدينة لوسيل .
تعدّ جزر قطيفان أحد مشروعات التملّك الحرّ التي تسمح لغير القطريين بتملّك مجموعة من العقارات السكنية الفاخرة التي تترافق مع مزيج من أروع التجارب الثقافية وفنون الهندسة المعمارية والتصميمات العصرية. تجلب هذه الجزر لقاطنيها وزوارها تجارب عالمية المستوى جوهرها الفخامة عبر أكثر من 270 فيلا فاخرة على مقربة من المناطق الترفيهية ومنافذ البيع بالتجزئة، والمراسي البحرية، فضلاً عن مراكز التسوّق وعددٍ من المطاعم والمقاهي الفاخرة.
اليوم، تبرز لوسيل كأحد أكثر المشروعات طموحاً وريادةً في قطر، مرتكزة على الاستغلال الأمثل للحلول العصرية والتصاميم الفاخرة، والاستدامة البيئية، وسهولة التنقل الداخلي والبنية التحتية الذكية.