لماذا الرئيس التنفيذي بالذات؟


لماذا الرئيس التنفيذي بالذات؟

بقلم أمل صلاح

اصبحنا في عصر سريع ومتواتر لا يحمل معه غير الناجحين الى آفاق رحبة من التميز والإستمرارية في ساحة الاعمال المتزايدة على مستوى العالم ، فكل يوم تموت شركات وتولد شركات اخرى ، وتقوى شركات وتتصدر المشهد العام في قطاعها ، ولم يكن هذا وليد الصدفة ، لكن القائمين عليها هم السر الكبير .
إن قائد السفينة الناجح هو الذي يتميز بقدرته على مراقبة ما يدور حوله وسرعة الرياح وتقلب المناخ واتخاذ القرار المناسب بما يضمن استقرار السفينة ونجاتها .ولن يبلغ قائد السفينة مراده إلا اذا كان على دراية كاملة بتفاصيل سفينته وأبعادها ومحركاتها. هذا المثال ينطبق تماما على الرئيس التنفيذي لأي مؤسسة ولكن لماذا الرئيس التنفيذي بالذات ؟
يعد الرئيس التنفيذي العقل المفكر واليد المنجزة لأي مؤسسة إذ لا يقتصر دوره على الإلمام بكل ما يدور داخل المؤسسة ومراقبة أداء العمل بل ايضا الالمام بكل التطورات والتغيرات الخارجية الطارئة على بيئة العمل وغيرها من العوامل المؤثرة في السوق الخارجي .، وخير مثال على ذلك ما فعله « ريد هاستينغر» المؤسس لـ منصة «Netflix» حيث استطاع برؤية طموحة إلى تحويل منصته للعالمية بعد أن كانت تكتفي ببيع وتأجير أقراص الفيديو داخل الولايات المتحدة فقط .
ومن الضروري أن يتسم الرئيس التنفيذي لأي مؤسسة بسمات من طراز خاص حيث يعد بمثابة الربط بين كل الاطراف المعنية ، من ناحية التعامل مع أعضاء مجلس الادارة وبناء علاقات قوية مع اصحاب المصلحة ومن ناحية اخري تحسين كفاءة العمل ، ولا يحدث ذلك إلا اذا كان يمتلك رؤية لتحركاته وثقافة تنظيمية عالية وتركيز على المهام التي لا يستطيع غيره القيام بها وترك المهام الأخرى لأعضاء فريق عمل قوي ومنظم مع اشرافه الدائم عليهم وعقد اجتماعات لمناقشة التحديات مما يضمن بقاءه على اطلاع دائم بأداء المؤسسة.
ولطالما تسابقت المجلات والمواقع العالمية في ادارج قوائم لأشهر وأبرز الرؤساء التنفيذيين للشركات والمؤسسات حول العالم باعتبارهم هم قادة المؤسسة ولبيان مدى قدرة الرئيس التنفيذي على العمل حاميا ووصيا على العلامة التجارية للشركة والحفاظ على سمعة الشركة في الاسواق الخارجية .
وتزخر الدوحة بعدد هائل من الرؤساء التنفيذيين الذين سطروا المجد للمؤسسات التي عملوا بها بفضل مهاراتهم القيادية الفردية التي حققت نتائج مبهرة على كل المستويات وفي كل القطاعات ، مما يعكس قدرة الشباب القطري على الالهام كنماذج مشرفة تبذل لوطنها كل غالي ونفيس ولا تألوا جهدا في رفع اسم قطر عاليا . فمثلا حل 11 رئيسا تنفيذيا قطريا في قائمة أقوى الرؤساء التنفيذيين لعام 2022 ضمن مؤتمر « Top CEO» . كما احتوت قائمة براند فاينانس لعام 2022 على 3 من اقوى الرؤساء التنفيذيين القطريين ، و 9 رؤساء تنفيذيين كانوا ضمن فوربس 2024.
ان منصب الرئيس التنفيذي لم يكن منصب شرفي ولا وجاهة اجتماعية يسعى اليها الافراد بقدر ماهو مسؤولية شاقة ومصيرية وتطلب شخصا كفؤا ومرناً وصادقا مع قيمه ومبادئه وقادرا على اتخاذ القرار وتحقيق الانجاز ، فانجح الرؤساء التنفيذيين يرون انفسهم هم أدوات لنجاح مؤسساتهم وليس العكس ، وان نجاحهم الشخصي يرتبط مباشرة بخلق بيئة تمكن فرقهم من التفوق .