قطر.. نموذج تنموي مُلهم


قطر.. نموذج تنموي مُلهم

بقلم: أمل صلاح

تقول الاحصائيات إن ما أنجزته دولة قطر في العقد الأخير في كل القطاعات قد وصل بالاقتصاد القطري إلى مصاف الاقتصادات الأولى بالعالم، لا سيما القطاعات الخمسة ذات الأولوية التي وضعتها قطر كنواة لبناء اقتصاد أكثر شمولية وتنوعاً عبر خطة استراتيجية ستظهر نتائجها للعلن عام 2030.
لقد استطاعت هذه الدولة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بإنجازتها أن ترسم اسمها وبقوة على الساحة الدولية عن طريق خوض العديد من التجارب التي أثبتت فيها جدارتها ليس فقط عبر مواقفها المشرِّفة وقيادتها الحكيمة بل أيضا عبر قوة تمسكها بهويتها الثقافية والتراثية.
ففي القطاع السياحي أصبحت قطر ركيزة السياحة العالمية حيث تم اختيار الدوحة كعاصمة السياحة العربية 2023، بعدما وفرت لهذا القطاع كل مقومات النجاح والمنافسة بدءًا من مطار حمد الدولي الذي صنف كأفضل مطار بالعالم وميناء حمد الدولي كأكبر موانئ الشرق الأوسط ، مروراً بالمتاحف التي تزيد على 20 متحفاً كل منها يحكي قصة وطن ويبهر الزوار بأعمال فنية وثقافية مذهلة، فضلاً عن الفنادق والمنتجعات التي شهدت توسعاً هائلاً في فترة زمنية وجيزة ومناظر معمارية خلابة تبهر الأعين وتتيح التمتع باقامات فاخرة ومتنوعة .
وفي مجال الاستدامة استطاعت قطر أن تقدم نموذجين متكاملين من المدن الحديثة الذكية الأولى من نوعها في العالم وهما مدينة مشيرب قلب الدوحة ومدينة لوسيل اللذين حصلا على جوائز عالمية لتطبيق معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية، فضلا عن النقل المستدام حيث سعت الدولة؛ بخطى حثيثة لإحداث ثورة في مشاريع النقل العام كمترو الدوحة والموانئ كنظام نقل متكامل بخدمات آمنة وموثوقة.
وفيما يخص قطاع التعمير فقد شهدت البلاد انتعاشاً كبيراً في سوق العقارات في الآونة الأخيرة بفضل الفعاليات الكبرى التي شهدتها مثل كأس العالم قطر2022، وكأس آسيا 2023، وإكسبو الدوحة للبستنة 2023 وغيرها من الفعاليات التي ينظمها جهاز قطاع السياحة بما يعزز العوائد الاستثمارية التي تخطت حاجز 80 مليار ريال كأكبر عائد استثماري بعد الطاقة.
إن ما يجعل القطاع العقاري في قمة الازدهار هو امتلاك قطر بنية تحتية قوية ومتكاملة معززة بأحدث الوسائل التكنولوجية وأساليب التطور فضلا عن تقديمها حزمة من التسهيلات بما يساهم في تحسين المناخ الاستثماري وتشجيع المستثمرين المحليين والعالميين.
ازدهار قطاع الإعمار والعقار لم يقف عند حدود جذب المستثمرين والمطورين العقاريين بل انفرد بالمفاهيم الجمالية للبناء حيث تحولت الدوحة إلى معالم عمرانية تتمازج فيها الأصالة والحداثة وتتنوع فيها أساليب الهندسة المعمارية لتشكل تحفاً معمارية مبهرة تعكس فيها الطابع القطري للنهضة العمرانية التي أصبحت أهم عناصر الجذب السياحي والتجاري والاستثماري .