طارق حسن المفتاح / رجل الأعمال والمستثمر بالسوق المالي وقطاع العقارات
أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو/ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وسمو الأمير الوالد/ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظهما الله، وإلى عموم الشعب القطري الكريم والمقيمين، بمناسبة النجاح المبهر لدولة قطر في تنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ، والذي أكد للعالم أجمع ماكنا نؤكد عليه بعزيمة، ونعمل على تحقيقه بإصرار، ألا وهو تحقيق النجاح الاستثنائي لتنظيم بطولة يسطر التاريخ ذكراها وهو ماتم بفضل الله وعونه، وتتالت التهاني بعدها على أميرنا وحكومتنا إشادة وتثمينا لهذا الانجاز الكبير.
منذ أن نلنا شرف استضافة كأس العالم في يوم 2 ديسمبر 2010 عقدنا العزم كل من موقعه على أن تظهر قطر للعالم كماهي على حقيقتها، الدولة العربية الاسلامية العريقة ذات القيم والمكارم الأصيلة، وأردنا أن تقدم قطر من خلال هذه البطولة رسالة السلام والتسامح التي هي رسالة الإسلام، وهكذا قدمت قطر نموذجا يحتذى في تنظيم البطولات الكبرى، وجعلت من دورة بطولة كأس العالم 2022 ، ذكرى تاريخية لا تنسى وستبقى حدثا استثنائيا في أذهان الجميع، وشهد العالم ضيافة القطريين وكرمهم، كما شهد العالم أجمع بطولة إنسانية وحضارية فاجأت الجميع خاصة المشككين والمتحاملين والحاقدين الذين كانت كل خططهم تصب في خانة إفشال البطولة منذ اليوم الأول لنيل شرف تنظميها في 2 ديسمبر 2010 .
لقد وجهنا كافة طاقاتنا وإمكاناتنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي استجابة لتوجيهات سيدي حضرة صاحب السمو/الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه عندما قال سموه في افتتاح دور مجلس الشورى الحالي، دورة 2022 ، إن هذه البطولة مناسبة نظهر فيها «من نحن» ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية ولهذا كنا حريصين على أن تتحقق رؤية سمو الأمير وتتجسد ثقته في شعبه أمام مرأى ومسمع الجميع، حيث كانت قطر قبلة ووجهة للجميع خلال بطولة كأس العالم، وقبل بطولة كأس العالم، وستبقى بإذن الله بعد بطولة كأس العالم.
ان هذا النجاح الكبير الذي حققته قطر كان نجاحا لكل العرب الذين حضروا بمستوى رفيع لأول مرة بتاريخ المونديال. وهذا ما أرادته قطر منذ فوزها باستضافة المونديال ، أن تكون بطولة قطر لكأس العالم بطولة لكل العرب كما ورد في الكلمة الشهيرة لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله،. ولهذا أجمع العديد من المسؤولين والكتاب والإعلاميين ونجوم الرياضة في عدد من دول العالم والدول العربية أن الإنجازات التي حققتها دولة قطر وما وفرته من إمكانيات لتنظيم البطولة، سيبقى نبراسا تهتدي به دول العالم في الاستعداد والتحضير لاستضافة النسخ المقبلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.
لقد وضعت إمكاناتنا التجارية والاستثمارية تحت تصرف الدولة وخدمة ضيوفها من خلال توفير الوسائل اللوجستية وجعل كافة إمكاناتنا تحت تصرف منظمي البطولة. وقد وضعنا إنتاج مجموعتنا الاستثمارية بالإضافة للشركات التي دخلنا فيها بالشراكة مع آخرين في خدمة المونديال والعمل على إنجاحه، وأنا فخور بأن شركاتنا العالمية القطرية ساهمت مساهمة كبيرة في دعم وتوفير المواد اللوجستية للمونديال وبنيته التحتية، كما ساهمت الشركات المحلية التي أخذت معظم مشاريع المونديال فيما يخص مستلزمات الاستضافة والمرافق الحيوية مثل الملاعب والمطار والقطار، وكذلك شركة الريل ومدن الملاهي الخاصة بالمونديال وبعض المولات، وقد ساهمت شركاتنا مساهمة كبيرة لإنجاح هذا الحدث العالمي وقدمت الدعم والمساندة لشركاتنا القطرية الكبرى في هذا العمل الجبار الذي تم القيام به، وهو جهد قليل مما تستحقه قطر على أبنائها في هذه الظرفية التاريخية، وهذا الجهد دافعه الأساسي التطلع للنجاح الذي تحقق بفضل الله، ونشاطنا الداعم للمونديال بدأ مع الفوز بالمونديال حيث بدأت شركاتنا في بذل أقصى جهد لتلبية احتياجات الدولة، سواء منها مايتعلق بالقطاع الحكومي أو بالقطاع الخاص. والحمد لله أنجزنا عملا جبارا في هذا الصدد ساهمت فيه كذلك شركات اللوجيستك التي ساهمت في توريد معظم البضائع وعززت سلاسل التوريد للدولة طيلة هذه الفترة، ونحن لدينا بفضل الله القطاع اللوجيستي الداعم لهذه السلاسل ولطلبات التوريد المختلفة.
لقد كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 حدثا تاريخيا بكل المقاييس وتنظيمها لأول مرة في المنطقة هو فخر لكل قطري وخليجي وعربي، لأن هذه الاستضافة عكست الوجه الحقيقي للمنطقة بكرم الضيافة والتسامح والانفتاح على الآخر. لنحقق حلم العرب في تنظيم بطولة استثنائية وتاريخية لا تمثل قطر فحسب بل تمثلهم جميعا من المحيط إلى الخليج.
وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لكل من ساهم في هذا النجاح الكبير، لاسيما قيادتنا الرشيدة ممثلة في سمو الأمير، وسمو الأمير الوالد، حفظهما الله، وأوجه تحية خاصة لشيخ الشباب، سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لسمو الأمير، الذي كانت له بصمته في هذا النجاح منذ اليوم الأول للبطولة، وكان همه أن نصل إلى ما وصلنا إليه من نجاح وتميز وريادة، وأشكر المواطنين القطريين والمقيمين الذين لبوا نداء سيدي سمو الأمير والذين كان لتكاتفهم وتآزرهم دور كبير في صد حملات التشويه التي تعرضنا لها..
حفظ الله قطر، وحفظ قيادتها وشعبها، ودامت شامخة ورائدة، متقدمة ومزدهرة.