عاصمة الحياة والإنجازات


عاصمة الحياة والإنجازات

بقلم: حسن حاموش

منذ بداية الألفية الثالثة والأحداث تتسارع في هذا العالم بشكل يصعب على المراقبين حصرها وتناولها على عجالة .
وقد كان الشرق الأوسط مركز الحدث والتطورات الدراماتيكية ، وبدا جلياً أن دول المنطقة تسير على خطين متباعدين؛ أولهما نعمة وثانيهما نقمة. فهناك دول أنعم الله عليها بقيادة وضعت في أولوياتها بناء الإنسان والأوطان ( قطر نموذجاً )، وهناك دول أبتليت بقيادات أدمنت الديكتاتورية وجعلت أولويتها الوحيدة البقاء في الحكم والتضحية بكل المقومات والمكتسبات.
بعد وصولي إلى الدوحة قبل عقدين أصبحت متابعاً شغوفاً لمسيرة النهضة التي تشهدها قطر في كل المجالات والقطاعات، ؛ كانت الأفكار تتحول إلى مشاريع مميزة، وكانت الأحلام تتحول إلى إنجازات رائدة.
كانت الدوحة وكأنها ورشة دائمة للأعمال ، في كل يوم يتم الكشف عن مشروع وفي كل أسبوع يتم تدشين مشروع ، ومع تسارع الإنجازات أصبح من الصعب مواكبة كل المشاريع؛ ففي الوقت الذي يشغلني ويبهرني انجاز مشروع تعليمي يكون قد ولد مشروع صحي يلبي الطموحات واحتياجات الكثافة السكانية المتنامية ، ثم يعقبه مشروع عملاق لتوليد الطاقة .، وهكذا تتوالى المشاريع يوماً بعد يوم كما يتوالى تفتح الزهور والورود في فصل الربيع.
في الدوحة شاهدت مالم أشاهده في دول عربية توقفت فيها عجلة الزمن وأصبحت كلمة انجاز مفردة نادرة الاستخدام، بينما كانت هذه الكلمة الأكثر شيوعاً واستخداماً في الدوحة بفضل تلك الرؤية عميقة المضمون وبعيدة المدى التي وضعها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأرسى خططها وبرامجها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
كثيرة هي المشاريع التي واكبتها في الدوحة وشهدت اطلاقها كفكرة ثم كمشروع ثم كإنجاز وهي حاضرة في ذاكرتي وأسعى أن تتحول إلى كتاب في المستقبل القريب.
لقد استكملت قطر أسس البنيان والنهضة الشاملة في التعليم والصحة وبناء الإنسان وازدهرت النهضة في التجارة والصناعة والعمران وأرست كل مقومات التنمية المستدامة ، وازدهرت مشاريع الإعمار العملاقة والمدن الحديثة التي تواكب العصر بخدماتها المتكاملة والفريدة، وقدمت لنا النموذج والقدوة في بناء الأوطان.
لقد بات من المؤكد أن زوار قطر الذين سيتوافدون من أنحاء العالم إلى الدوحة خلال مونديال 2022 لن يترددوا في التعبير عن إعجابهم وانبهارهم بمزايا قطر العمرانية والثقافية والاجتماعية والتراثية وسيجمعون على انطباع واحد وهو أن الدوحة عاصمة الحياة العصرية.