حققنا أعلى معدل تعافي بنسبة 98% وأقل معدل وفيات
أجرينا مليون اختبار والمختبرات عملت بطاقة 20 ألف فحص يومياً
40 ألفاً من العاملين في قطاع الصحة تصدوا للوباء واستحقوا التقدير
رفعنا الطاقة الاستيعابية في المستشفيات وأنشأنا 24 وحدة للعزل
اللقاح المتوقع سيتوفر في الدوحة قبل نهاية العام
استطاعت قطر أن تتصدر دول العالم في مواجهة جائحة كورونا حيث تمكنت من احتواء الوباء عبر خطة عمل محكمة استندت إلى إستراتيجية متكاملة وضعتها وزارة الصحة منذ بداية الجائحة بدأت برفع جاهزية المستشفيات ومضاعفة الطاقة
الاستيعابية وإجراء أوسع عملية فحص شملت مليون شخص ورفع قدرة المختبرات إلى 20 ألف فحص يومياً وتوفير 24 وحدة عزل مجهزة بحوالي 30 ألف سرير.
هذا النجاح الكبير في احتواء الوباء يقف خلفه 40 ألف طبيب وممرض وإداري يعملون في مختلف تخصصات القطاع الطبي . وهؤلاء هم الذين استحقوا التقدير من قيادتنا الرشيدة.
ويقول الدكتور حمد عيد الرميحي- مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة ان قطر تمكنت من كسر سلاسل انتقال العدوى، والحد من انتشار الفيروس. منوها بالدور المحوري لمختبرات الصحة في التصدي للجائحة، مشيداً بجهود الكفاءات الطبية التي وقفت في الصفوف الأمامية.
وقال في حوار شامل لمجلة رؤية إن قطر بفضل خدماتها الصحية عالية الجودة، ورعايتها الشاملة تمكنت من تحقيق أعلى نسبة تعافي بلغت 98% كما حققت أقل معدل وفيات بسبب الجائحة.
وهذا نص الحوار:
هكذا تم الاحتواء
كيف تمكنت وزارة الصحة من احتواء الوباء والحد من انتشاره في زمن قياسي بالمقارنة مع دول أخرى ؟
وضعت دولة قطر خطة عمل وطنية للاستجابة لجائحة فيروس كورونا ( كوفيد – 19) تمتاز بالفعالية والاستباقية وبتناسق وتكامل الجهود بين قطاعات الدولة المختلفة من أجل حماية صحة وعافية سكان دولة قطر.
وركزت خطة احتواء (كوفيد-19) على جوانب رئيسية من أبرزها:
اعتماد إستراتيجية اختبار واسعة النطاق حيث تم فحص أكثر من مليون شخص.
وساهمت عملية تعقب وتتبع المخالطين في تحديد حالات الإصابة بالفيروس وسرعة الوصول إليها للمساعدة في كسر سلاسل انتقال العدوى والحد من انتشار الفيروس في المجتمع.
التركيز كذلك على ضمان توفر أسرة كافية في المستشفيات لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى.
ففي بداية انتشار الجائحة في دولة قطر، تم وضع خطة استباقية حددت سبعة مستشفيات كمرافق مخصصة لـ(كوفيد- 19) بالإضافة إلى زيادة السعة الإجمالية للأسرة. كما تم مضاعفة أقسام العناية المركزة بأكثر من ثلاثة أضعاف لضمان قدرتها على علاج المرضى ذوي الحالات الصحية الحرجة. إضافة إلى توفير مرافق العزل المتطورة.
ومثل التزام أفراد المجتمع واتباعهم الإجراءات الوقائية دوراً هاماً في نجاح دولة قطر ،بفضل الله تعالى، في تجاوز مرحلة دورة جائحة (كوفيد – 19)، ونحثهم على مواصلة الالتزام التام بتطبيق إجراءات الوقاية.
ومع التخفيف التدريجي المدروس بعناية للقيود المفروضة جراء جائحة (كوفيد- 19) والتي تستند إلى مؤشرات أداء رئيسية تصدر وزارة الصحة العامة دلائل إرشادية للإجراءات الاحترازية لرفع القيود المفروضة جراء الجائحة، تقدم إرشادات
عن أفضل الممارسات، لتيسير العودة الآمنة للأنشطة وحماية المجتمع من خطر العدوى.

جيش الرداء الأبيض
ما عدد الفرق الطبية التي عملت في مواجهة كورونا؟
عمل أكثر من 40000 موظف من مختلف مجالات نظام الرعاية الصحية- الأطباء، وموظفي الدعم، والإداريين – معًا كفريق واحد: يمتلك جميعهم العزم والإصرار على التأكد أن الاستجابة للوباء تتم وفق أقصى درجات الكفاءة والفعالية.
وبالإضافة إلى موظفي القطاع الصحي، استعانت وزارة الصحة العامة بالمجتمع للحصول على الدعم من خلال إطلاق برنامج تطوعي ، والذي تم من خلاله دعوة أفراد الجمهور للمشاركة في تنفيذ خطة الاستجابة، من خلال المشاركة في أنشطة
خاصة بالتوعية وأنشطة لوجيستية وسريرية. وشارك الآلاف من أفراد المجتمع في برنامج التطوع.
ماعدد مرافق العزل؟
تم إنشاء 24 وحدة عزل بسعة حوالي 30.000 سرير عزل للحد من انتشار الفيروس ومراقبة الأشخاص الخاضعين للعزل بعناية وتوفير العلاج المناسب لهم،إذا لزم الأمر.
الطاقة الاستيعابية
مراكز العلاج والطاقة الاستيعابية؟
في بداية انتشار الجائحة في دولة قطر، وضعت وزارة الصحة العامة خطة استباقية لزيادة سعة جميع المستشفيات. وحددت الخطة سبعة مستشفيات كمرافق مخصصة لـ (كوفيد- 19) بالإضافة إلى زيادة السعة الإجمالية لأسرة مؤسسة حمد الطبية من 2250 سريراً إلى 4860 سريراً كحد أقصى، إذا لزم الأمر.
وقد تركزت عمليات التوسيع على توفير العناية المركزة. حيث ضاعفت مؤسسة حمد الطبية السعة لأقسام العناية المركزة بمعدل أكثر من ثلاثة أضعاف لضمان قدرتها على علاج المرضى ذوي الحالات الصحية الحرجة.
مليون فحص PCR
كيف تشرح لنا دور المختبرات وطواقمها في نجاح الجهود لاحتواء الوباء؟
يؤدي الكشف المبكر عن الحالات الإيجابية عن طريق الاختبار وتعقب وتتبع المخالطين، دوراً رئيسياً في إبطاء انتشار الفيروس، والخضوع للعلاج الطبي في حال الحاجة إليه، وكل ذلك ساهم في أن تحافظ دولة قطر على واحدة من أدنى معدلات الوفيات في العالم.
وتمكنت مؤسسة حمد الطبية من العمل بسرعة على تعزيز القدرة المختبرية لضمان قدرتها على إجراء ما يصل إلى 20.000 اختبار PCR يوميا – مع معدل اختبار يومي يعد من بين أعلى المعدلات في العالم.
وبالإضافة إلى المختبر المركزي لـ (كوفيد- 19)، افتتحت مؤسسة حمد الطبية مختبرين
جديدين وأربعة مرافق لإجراء الفحوصات السريعة لـ PCR لدعم الرعاية الحرجة والعاجلة.
كما أدت المختبرات دوراً محورياً في تمكين دولة قطر من أن تصبح واحدة من أوائل الدول في العالم التي أطلقت فحص (كوفيد- 19) عن طريق اللعاب للأطفال.
وقد تمكنا من إجراء أكثر من مليون فحص للكشف عن كورونا.
موعد توفر اللقاح
بخصوص اللقاح متى يتوقع توفر اللقاح ؟
من المتوقع توفر اللقاح مع نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، وفي هذا الإطار وقعت وزارة الصحة العامة اتفاقيات مع أكثر من شركة أدوية لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا (كوفيد – 19) حال اعتماد هذه اللقاحات وإثبات صلاحيتها
للاستعمال على الصعيد العالمي، ومنها اتفاق مع شركتي فايزر; وبيونتيك; اللتين أعلنتا أن التحليل الأولي للقاح الذي تقومان بتطويره يظهر أنه يوفر حماية بنسبة 90 %، كما وقعت الوزارة كذلك اتفاقاً مع شركة (موديرنا) التي أعلنت كذلك أن النتائج الأولية للقاح كورونا التي تقوم بتطويره أظهر فعالية بنسبة 95% .
وهو أمر مبشر.
إنجازات رائدة
ما أهم الانجازات التي تحققت بفضل تكاتف الجهات المعنية بالوباء؟
نجحت جهود دولة قطر في التصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) وتسطيح المنحنى والحد من تفشي الفيروس، مع انخفاض عدد الحالات اليومية، وكذلك تراجع عدد حالات دخول المستشفى أسبوعياً. كما ساهم الفحص الاستباقي والمكثف للحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا (كوفيد-19) في تحديد عدد كبير من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في المجتمع.
وتعتبر دولة قطر من أقل دول العالم في معدل وفيات فيروس كورونا، وذلك لعدة أسباب منها: خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة التي يقدمها القطاع الصحي للمصابين، والفحوصات الاستباقية لتحديد الحالات، ورفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصةً وحدات العناية المركزة ، كما تشكل شريحة الشباب النسبة الأكبر من سكان دولة قطر ، إضافة إلى العمل على حماية كبار السن
والمصابين بأمراض مزمنة من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
الكوادر الطبية
هل شكل الوباء فرصة لظهور كفاءات وكوادر طبية مميزة؟
من المهم التأكيد على أن القطاع الصحي في دولة قطر يحرص على توظيف أفضل الكفاءات كل في تخصصه، وقد كان لهذه الكفاءات الدور الرئيسي في نجاح جهود مكافحة جائحة كورونا، ومما لا شك فيه فإن الجائحة ساهمت في إبراز الدور الهام للكفاءات والكوادر الطبية المتميزة في القطاع الصحي بالدولة.