حوار – أمل صلاح
مصنع قطر فارما للصناعات الدوائية كان في خط الدفاع الأول خلال جائحة كورونا حيث لعب دورا حيويا في توفير احتياج المستشفيات والمراكز الطبية والصيدليات فى الدولة بكافة احتياجاتها من المحاليل الطبية الوريدية المعقمة والمضادات الحيوية ومحاليل الغسيل الكلوى والكريمات والمراهم وقطرات العين و المستلزمات الطبية من معقمات طبية وكمامات طبية بما يغطي احتياجات السوق المحلية والمستشفيات والمراكز الصحية.
وقد استلزم هذا الإنجاز جهود جبارة قادها الدكتور أحمد بن محمد الحيي السليطي رئيس مجلس إدارة قطر فارما الذي اشرف بنفسه على زيادة خطوط الإنتاج ورفع الطاقة الانتاجية للمصنع 1000% في زمن قياسي .
وأكد الدكتور أحمد السليطي في حواره مع مجلة رؤية إن قطر فارما استطاعت تلبية طلبات مؤسسة حمد الطبية والمؤسسات المحلية والجمهور من العمل على مدار الساعة لمضاعفة الانتاج حيث تم زيادة خطوط الانتاج الى 18 خطا تنتج حوالي 850 منتجا من المحاليل الطبية الوريدية المعقمة والمضادات الحيوية ومحاليل الغسيل الكلوى والكريمات والمراهم وقطرات العين فضلا عن المعقمات الطبية والكمامات الطبية.
وأوضح أن قطر فارما جهزت خط إنتاج جديد ينتج ستة ملايين كمامة طبية شهريا وفقا لأرقى المواصفات والمعايير العالمية .مشيرا إلى ان منتجات قطر فارما تغطي المتطلبات المحلية من الادوية و تصدر الى حوالي 13 دولة .
وتحدث الدكتور أحمد السليطي عن تجربة المصنع في مواجهة كورونا وقال في مستهل حواره مع مجلة رؤية: لقد بذلنا جهدا كبيرا فى مصنع قطر فارما لانتاج ما يلزم من المحاليل الطبية الوريدية المعقمة والمضادات الحيوية ومحاليل الغسيل الكلوى والكريمات والمراهم وقطرات العين و المستلزمات الطبية من الكمامات الطبية والمعقمات الطبية لمواجهة متطلبات السوق المحلي في مواجهة جائحة كورونا . فقد كنا فى السابق نملك خطا واحدا لانتاج المعقمات الطبية لكن اليوم اصبحنا نملك ثلاث خطوطا للانتاج. ورفعنا طاقتنا الانتاجية إلى 220.000 علبة معقم من نوع واحد في اليوم واصبحنا ننتج ستة انواع من المعقمات الطبية .
في الماضي كان انتاج المعقمات الطبية يقتصر فقط على قطر فارما لكن الان اصبحت منتجاتنا توزع على الصيدليات والمتاجر والمولات والوزارات ومختلف القطاعات الطبية بالدولة ومنتجاتنا تغطي الان متطلبات السوق المحلي .كما اصبحنا موردين اساسيين للتوريد لمؤسسة حمد الطبية من مختلف المحاليل الطبية الوريدية المعقمة والمضادات الحيوية ومحاليل الغسيل الكلوى والكريمات والمراهم والكمامات الطبية وقطرات العين وكافة المستلزمات الطبية من معقمات طبية وكمامات طبية وغيرها من المنتجات الدوائية المتنوعة. خصوصا وان منتجاتنا من المعمقات الطبية تخضع لأعلى المعايير والمواصفات وفقا لترخيص وزارة الصحة وهذا ما يجعل منتجاتنا مختلفة كليا عما تنتجه شركات المنظفات .وهذا ما يجعل منتجاتنا أمنة ولاتسبب حساسية .
وأود أن أوضح أن عملية انتاجنا تتم في منطقة معقمة تتوفر فيها كل معايير الجودة والسلامة الصحية وقد استحدثنا خطا جديدا لإنتاج الكمامات الطبية حيث ننتج 6 ملايين كمامة طبية في الشهر بمواصفات عالية حيث يشكل الفلتر نسبة 95% من الكمامة الطبية كما ننتج مستلزمات خاصة لمؤسسة حمد الطبية من محاليل وريدية ومضادات حيوية ومستلزمات غسيل الكلى والتعقيم . علما اننا ننتج في قطر فارما 850 منتجا دوائياً غير المعقمات الطبية . ونقوم بتصدير هذه المنتجات الى 13 دولة منها الكويت وعمان والعراق و كردستان العراق والاردن وليبيا وتونس والسودان والمغرب واليمن ولنا خطة للتصديرالى السوق الأوروبي في القريب العاجل.
خبرة الحصار لمواجهة الجائحة
وحول الاستفادة من تجربة الحصار في التعامل مع متطلبات السوق لمواجهة الجائحة قال الدكتور أحمد السليطي:
لا شك ان الحصار اثر على انتاجنا فى وقت ما حيث كان فى السابق اعتمادنا الكلى على السوق الخليجى اما الان فتحنا اسواقا جديدة ونوعنا منتجاتنا من قطرات العين والأذن والأنف بعض الكريمات والمراهم والأمبولات التى تستخدم عند الطوارئ – ومحاليل الغسيل الكلوى والغسيل البريتونى.
كما ان الدولة كانت فى السابق تستورد معظم مستلزماتها الطبية من دول الحصار لتلبى احتياجات مؤسساتها الطبية كمؤسسة حمد وغيرها اما الان اصبحنا نحن قطر فارما ننتج لهذه المؤسسات ، وبفضل علاقاتنا الجيدة والتعاون المشترك مع مصانع الانتاج للمواد الأولية استطعنا ان ننتجاوز هذه الازمة بنجاح.
لقد كانت الجائحة تحديا كبيرا حيث ان عملية استيراد المواد الأولية خصوصا وأن الدول المصدرة كانت في حالة إغلاق تام . ولكن استفدنا من علاقتنا مع كثير من مصانع المواد الأولية وتبادلنا معها المصالح المشتركة ونجحنا في تجاوز تحديات الجائحة . ارتفاع قياسي في الانتاج
وحول مستوى الانتاج خلال الجائحة قال:
بالطبع تضاعف الانتاج بشكل كبير حيث اصبحنا نعمل على مدى 24 ساعة فقد كان انتاجنا فى السابق جيدا لكنه تضاعف بشكل قياسي وبلغت نسب زيادة انتاج المعقمات الطبية 1000%.وكذالك كان للمصنع دور كبير في سد الحوجة المحلية من الأدويه والى سد حوجة الدول المجاورة مثل دولة الكويت وسلطنة عمان والعراق والسودان وليبيا توفير احتياجات السوق المحلي
وبخصوص انتاج المعقمات الطبية قال الدكتور أحمد السليطي:
بالنسبة للمعقمات الطبية وفرنا من 70% الى 75% من احتياجات الدولة واصبحنا ننتج موادا لم نكن ننتجها سابقا كعلب المعقمات الطبية بمختلف احجامها ، كذلك الحجم الصغير للاستخدام مرة واحدة فقط. فهذه العلب والمغلفات كنا نستوردها في السابق ولكن خلال الجائحة اصبحنا ننتجها . وبذلك اصبح منتجنا من المعقمات مُصنٌع لدينا بأكمله سواء من العلب الى المركب السائل وقد ابتكرنا اشكالا وانواعا جديدة من مختلف الأحجام وهي سهلة الاستخدام.
6 ملايين كمامة
وحول تجربة انتاج الكمامات الطبية لأول مرة في قطر فارما قال :
لقد كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس فقد خصصنا غرفا معقمة ومزودة بالمعدات الصناعية اللازمة لانتاج الكمامات الطبية كما كان التحدي ايضا في ايجاد الخبراء والاختصاصيين من ذوى الخبرات والكفاءات لإنتاج الكمامات الطبية وقد نجحنا بفضل الله بتوفير كل متطلبات انتاج الكمامات الطبية من التجهيزات إلى الطاقم البشري .ووتتكون الكمامة من 3 طبقات الطبقة الخارجية والطبقة الداخلية والطبقة الوسطى هي الفلتر وقد وصل قيمة الطن من الفلتر 100 الف دولار في حين قيمته في الاحوال العادية 6 الاف دولار.
وهو فارق كبير لكن لم يكن لدينا خيار فالأولوية بالنسبة لنا كانت تلبيه احتياجات السوق المحلي . وكما تذكرون فقد أقدمت بعض الدول على مصادرة سفن الكمامات لتلبية احتياجاتها . وعلى الرغم من المنافسة العالمية استطعنا تغطية الانتاج المحلي كما ساهمنا بتوفير جزء كبير من المساعدات الطبية التي ارسلتها قطر الى عدد من دول العالم ومن بينها الصين .
وهكذا اصبحنا نملك خطا جديدا لانتاج الكمامات الطبية فغدونا ننتج 6 مليون كمامة طبية فى الشهر الواحد بمواصفات عالية الجودة بنسبة فلتر 95% من نوعية فابريك غير المسببة للحساسية .وهي كمامات معقمة تستخدم في غرف العمليات.
و بعض الدول تعرضت لازمة عدم توافر الكمامات لسد احتياجاتها فكنا لهم بمثابة المنقذ الوحيد عن طريق المنح والمساعدات القطرية لهم .
وبخصوص قدرة مصنع قطر فارما على المنافسة بمواجهة المصانع الاخرى قال الدكتور أحمد السليطي:
كنا فى تحدى كبير وقد تمكنا من التغلب على كل الصعوبات التى تواجهنا مثل صعوبة الشحن والنقل والانتاج والجودة وغيرها لكن بفضل الله وبجهود الدولة ووقوفها بجانبنا فى توفير كافة متطلباتنا نجحنا بشكل ملفت للانظار.
لم نكن نشعر اننا فى تنافس بل فى تعاون حقيقى للنهوض ببلدنا.ونحن نمتلك مخازن واصبح بفضل الله لدينا مخزون استراتيجى كبير.
وقد كان لنا شرف زيارة معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الذي تفقد المصنع واطلع على خطوط الإنتاج واهتم بمتابعة أدق تفاصيل عملية الانتاج وقد استغرقت زيارة معاليه للمصنع ساعة ونصف على كثرة انشغالة مما يدل على ارتياحه ورضاه عن عملنا ومنتجاتنا ونحن نشكر له هذه اللفتة الكريمة التي أعطتنا دعما معنوياً وزادت إصرارنا على تحقيق مزيد من النجاح .
خطوط إنتاج جديدة
لدينا خطط مستقبلية للتوسع ومضاعفة الإنتاج ونحن حاليا بصدد إضافة منطقة انتاج جديدة فيها ثمان خطوط انتاج عالية المستوى .ونقوم باستكمال جميع التجهيزات والمستلزمات المطلوبة .حيث نقوم بانشاء مصنع جديد وقد اكملنا البناء وننتظر وصول المعدات وفى غضون ستة اشهر سيتم تدشين ثمان خطوط انتاج جديدة.
الحضور الدولي والإقليمي
نحن حريصون على المشاركة في المعارض والمؤتمرات الإقليمية والعالمية وقبل كوفيد كنا نشارك فيما يقارب من اربعة الى خمسة معارض سنوية، ونملك براءة اختراع لمنتج بيوهير حيث تم عمل الدراسات السريرية في سويسرا واثبت فعاليته بشكل كبير جدا.
وبدأنا بخطين انتاج عام 2009 وكنا ننتج نوعين فقط اليوم اصبح لدينا 18 خط انتاج وننتج 850 منتجا مسجلاً.الى جانب تغطيتنا لإحتياجات السوق المحلي نصدر الى 13 دولة .
الاستعدادات للمونديال
نحن بالفعل ننتج الكثير من المستلزمات ونصدر 70% من منتجاتنا ونغطي احتياجات البلد.
ولدينا عدد من المنتجات الخاصة بالرياضيين وقد استفدنا من تجربة الحصار لاضافة هذه المنتجات.
وقد استحدثنا فرعا خاصا للبيطرة والتسويق في الشحانية وفي نادي سباق الفروسية.
وفي ختام الحوار توجه الدكتور أحمد السليطي بالشكر لدولة قطر كما خص بالشكر معالي رئيس الوزراء الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني على زيارته للمصنع.