احتلت مزرعة أجريكو مكانة مرموقة في القطاع الزراعي للدولة، وباتت إحدى أهم العلامات المضيئة في السوق المحلي نظرا لاسهاماتها المختلفة والتي ركزت على مشاريع البنية التحتية الزراعية وكيفية الاستدامة ، والعمل على تطوير أهم التقنيات ، وباتت أجريكو أكبر المزارع المائية في قطر وأهمها على الاطلاق ، بعد أن نجحت في ترسيخ مكانتها في السوق المحلي ، ووصولها الى درجة الاحترافية في العمل الأمر الذي مكنها من الحصول على براءة اختراع أكدت من خلاله أنها تسير في الاتجاه الصحيح ، كما سعت أجريكو من خلال العمل الدؤوب لمديرها التنفيذي ومالك المزرعة ناصر أحمد الخلف الى توطيد العلاقات مع الدول المجاورة وفتح قنوات تسويقية متنوعة لتوريد التقنيات الحديثة لاستخدامها في هذه الدول لتصبح هذه التقنية القطرية في متناول أهم الشركات العالمية بفضل الخبرات الكبيرة لفريق العمل لشركة أجريكو .
باع طويل وخبرات تراكمية:
يتحدث ناصر الخلف في بادىء الأمر عن الخطوات الفعلية لشركة أجريكو في الوصول الى ماهي عليه الان فيقول : نحن نمثل الجيل الرابع في مجال المواد الغذائية منذ نحو 75 سنة ولنا باع طويل وخبرات متراكمة وكنا نقوم باستيراد أصناف غذائية من جميع دول العالم ونقوم بتخزينها ومن ثم اعادة تصديرها الى دول مجاورة ، وفي السنوات الاخيرة وتحديدا في سنة 2008 أصدر حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى قراراً بتأسيس منظمة الأمن الغذائي برئاسة الأخ فهد العطية وأردنا ان نساهم في هذه المنظومة بحكم الباع الطويل لنا في هذا المجال ، وبدأت الدراسات في 2009 لمعرفة الاحتياجات الكاملة والأصناف التي يحتاجها السوق والملبية ، وبلاشك كان ملف الامن الغذائي يقسم الى قسمين؛ جزء يتعلق بالانتاج المحلي والجزء الآخر « لوجستيك « ، ويمثل الاستيراد والتخزين والتصنيع وتوزيع واعادة تصدير، وكنا نعرف أن هناك بعض المواد التي هي من غير المجدي انتاجها محليا على غرار الرز والحبوب والقمح والشعير والأعلاف والدهن والسكر والمنتجات الملحقة فقد كان اللجوء الى اقامة مخزون استراتيجي للمنطقة وليس لقطر وحدها وتم تحديد المكان في ميناء حمد ، وطرحنا فكرة تكوين صوامع لهذه المواد كون لاقيمة لانتاجها محليا على اعتبار أنه يمكننا الحصول عليها من بلد المنشأ وامكانية تخزينها لسنوات بفضل التكنولوجيا الحديثة .
وتابع الخلف : ركزنا على الانتاج المحلي وبدأنا في العام 2009 بتعزيز رصيدنا منه ، وكنا نستورد عن طريق البر الخضار والفواكه بما يقارب نحو ألف طن ورأينا أن الوضع تحت الخط الأحمر بجانب ان الانتاج لايغطي إلا نسبة 4 % وفي فترة لاتتجاوز 4 أشهر ، فقمنا في العام 2010 بانشاء أول بيت محمي في 2010 على مساحة 20 ألف متر مربع من خلال شركة « أجريكو « بحكم خبرتنا اللوجستية وتم استيراد البيت من إسبانيا ولكن قمنا باضافة نظام التبريد داخل البيت ، وقررنا في البداية التحول الى الزراعة المائية « الهيدرو بونك « وكان الخيار الأنسب بجانب البيوت المحمية وأنظمة الري الحديثة لتقليل استهلاك المياه والأسمدة والحصول على كفاءة عالية في الانتاج ، والتجربة الاولى لم تكن ناجحة في مقر المزرعة في الخور ، وبعدها في 2012 كررنا التجربة وفشلت أيضا كون البيوت هذه لم تكن ملائمة للمناخ القطري ، قبل ان نلجأ في 2013 الى الصين لبناء بيت محمي بمساحة 40 ألف متر مربع وقمنا بتصميم خاص له ، وتم تغيير أنظمة التبريد ، وكانت هناك لمسات خاصة لشركتنا ووصلنا الى نسبة 85 % من النجاح ، وفي 2014 أسسنا مصنعاً للبيوت المحمية وغيرنا جميع مواصفات الحديد والغطاء البلاستيكي ونظام التظليل والري وكمية استهلاك المياه والأسمدة وغيرنا الأكياس الزراعية « الهيدروبونك « وحجم الكيس يختلف عن الحجم المتعارف عليه في أوروبا وآسيا وأمريكا ، كون نسبة التبخر في قطر أعلى ووفرنا البيئة المناسبة والمقاييس الملائمة للمناخ القطري ، وحصلنا على براءة اختراع لتقنية قطرية في العام 2015 .