بقلم: جابر الحرمي

النهضة العمرانية التي تشهدها قطر تنفرد بمزايا كثيرة تجعلها نموذجاً للمدن الحديثة التي تتمازج فيها الأصالة مع أحدث فنون الهندسة المعمارية لتشكل لوحات جمالية تبهر زوار الدوحة الذين تناقلوا صور معالم الدوحة العمرانية إلى ملايين المشاهدات حول العالم .
ولعل أهم ما يميز النهضة العمرانية أنها جاءت مستندة إلى إستراتيجية متكاملة وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030 التي أرست مرتكزات العمران والاستثمار العقاري مما جعل قطر تشهد تطورًا هائلًا في سوق العقارات خلال العقدين الماضيين .
وأظهرت المؤشرات أن قطاع العقارات في قطر الأسرع نموا، وأكثر مجالات الإستثمار ازدهاراً، حيث حل في المرتبة الثانية بعد قطاع الطاقة في استقطاب المستثمرين من الداخل والخارج .
لقد استندت النهضة العمرانية على عدة مرتكزات أبرزها: الإستدامة والحفاظ على أصالة المعمار القطري بالتمازج مع أرقى فنون الهندسة المعمارية الحديثة وتوفير منظومة من التشريعات والقوانين التي تجعل من القطاع العقاري مورداً اقتصادياً وجزءًا أسياسياً في تطور الاقتصاد الوطني .
كما ترتكز النهضة العمرانية أيضا على عنصر بالغ الأهمية وهو امتلاك قطر أحدث وأفضل بنية تحتية في هذا العصر وقد صممت لاستيعاب 5 ملايين نسمة أي ضعف عدد السكان في الوقت الحاضر . وهذه النقطة تعطي الاستثمار العقاري في قطر أفضل قدرة تنافسية بالنسبة للمستثمرين الأجانب وتبشر بإستمرار نمو قطاع العقار والإعمار الذي يعتبر ملاذاً استثمارياً آمناً بكل المقاييس .
إن التخطيط السليم للمشاريع العمرانية وفر كل مقومات الجذب والنجاح حيث أخذت في الاعتبار تطبيق أفضل الممارسات في تصميم المباني والمنشآت لضمان النمو المستدام والحفاظ على البيئة الطبيعية، بحيث تتكامل المشاريع مع احتياجات البلاد للمجمعات السكنية والمراكز التجارية ومرافق الخدمات العامة، مع توفير أحدث شبكة مواصلات للطرق ومترو متطور وخدمات نقل عام تدعم الأنشطة التجارية والمجتمعية .
ومن مزايا الخطط العمرانية في قطر أنها منعت ظاهرة العشوائيات التي نجدها في كثير من العواصم والدول في الشرق والغرب. مما يجعل قطر في مدنها الحديثة والذكية ومناطقها خالية من العشوائيات العمرانية . حيث وفرت منظومة المخططات والسياسات والاشتراطات العمرانية للدولة وبلدياتها ومدنها كل الضوابط المطلوبة . لتحقيق أعلى معايير الاستدامة والبناء العصري .
لقد أثمرت توجيهات قيادتنا الرشيدة بتحقيق نهضة عمرانية أبهرت العالم وزوار الدوحة خلال الفعاليات الكبرى التي استضافتها قطر فكانت الصروح العملاقة تلفت نظر الزوار من مطار حمد الدولي وميناء حمد البحري، ومتحف قطر للفن الإسلامي، ومتحف قطر الوطني، ومكتبة قطر الوطنية، ومدينة لوسيل، ومترو الدوحة، وسوق واقف، وكتارا إلى جانب الكثير من الصروح التي يتجلى فيها إبداع الفنون المعمارية والبناء المتقن الذي يجعل من كل صرح تحفة معمارية .
إن النهضة العمرانية في قطر جاءت لتقدم نموذجاً فريداً في مفهوم الإعمار بحيث أصبحت الدوحة تبدو كمتحف مفتوح لجميع فنون الهندسة المعمارية، وأصبحت المعالم العمرانية تنافس المعالم السياحية في جذب اهتمام زوار قطر .