بقلم حسن حاموش
كثيرة هي كتب التنمية الإدارية والبشرية والتي تملأ المكتبات بأسماء وعناوين جاذبة لمؤلفين وكُتاب عرب وأجانب. وقد قرأت بعضها باهتمام وشغف وهي تتضمن معلومات مفيدة ونصائح جيدة لتحقيق النجاح والتنمية في الأعمال . لكنها في جوهرها تبقى مجرد نظريات تحتاج إلى خطوات عملية وتجارب على أرض الواقع .
ولطالما كان النجاح حلم يراود كل إنسان . وقد تعددت القصص والروايات بشأنه عبر التاريخ ذلك أن عشق النجاح فطرة إنسانية وقاسم مشترك بين جميع أنواع الناس فلا يمكن أن تجد إنسانا عاقلا لا يبحث عن النجاح . لكن هذا الهدف الإنساني دونه عقبات وتحديات لايستهان بها . ولدينا كثير من قصص الأولين والآخرين في مسيرتهم نحو النجاح .وكيف دفع البعض ثمناً باهظا للنجاح وهناك أشخاص أخفقوا لكنهم جعلوا من الفشل فرصة للنهوض وتحقيق النجاح المنشود .
ولعل الفرق بين النظرية والتجربة نجده في قصص الرواد الأوائل الذين أسسوا شركات ناجحة بفعل خبرتهم وحسن إدارتهم لكن عندما انتقل الأمر إلى أبنائهم الذين تخرجوا من أهم الجامعات العالمية وتسلموا إدارة الشركات أخفقوا بتحقيق النجاح الذي حققه الأباء . وبالتالي نكتشف أن صناعة النجاح ليس مجرد نظريات بل مهارة وجدارة وإدارة يمتلكها النخب في مختلف مجالات الأعمال .
وعندما استفسرت من أحد كبار رجال الأعمال الذين حققوا نجاحات نوعية في مختلف مجالات الأعمال عن سر نجاحه قال : البوابة الرئيسة لدخول عالم النجاح هما إثنان أولهما حسن استثمار الوقت لأن الوقت هو الرأسمال الحقيقي ، وثانيهما حسن استثمار الكفاءات والكوادر البشرية . ومن ثم يأتي التخطيط السليم للمشاريع والإبتكار وعدم تقليد الآخرين والإلتزام والمصداقية ، و القدرة على اتخاذ القرارات بثقة والتواصل الفعال والدائم مع فريق العمل .
قد تكون هذه السمات من أسرار النجاح لكننا سنكتشف المزيد من سمات النجاح مع إستعراض كل تجربة من تجارب قادة الأعمال والرؤساء التنفيذيين الذين صنعوا النجاح . فالنجاح مثل البصمة تختلف من إنسان إلى إنسان .