جمعة مبارك المعضادي / الرئيس التنفيذي لشركة الدار لأعمال الصرافة
أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى ، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى عموم الشعب القطري الكريم والمقيمين، بمناسبة نجاح دولة قطر في التنظيم الباهر والإستثنائي لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 .
لقد حققت دولتنا إنجازاً تاريخياً تميز بحسن التنظيم وكرم الضيافة والإدارة المتميزة لأكثر فرق العالم حضوراً وتأثيراً، واستضفنا أكثر من 3 ملايين زائر ذهبوا جميعا بانطباع لن يغادر ذاكرتهم عن شعب قطر والعالم العربي والإسلامي الذي تعرف عليه بعضهم لأول مرة في حياته. وكما قال سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ستظل إستضافتنا لكأس العالم عنوانا يكتشف العالم من خلاله قطر والعرب. لقد كان نجاح قطر في تنظيم هذه البطولة إستثنائياً، وكانت فرحتها بهذا النجاح مضاعفة حيث جمعت بين ختام البطولة والإحتفال باليوم الوطني 18 ديسمبر، وهو ما جعل العالم يعيش معنا فرحة هذا اليوم التاريخي الذي هو يوم قطر للتكاتف والتعاضد والتآزر خلف قيادتها الرشيدة.
وأود أن أنوه بجهود قطاع الصرافة في تحقيق هذا النجاح تحت مظلة مصرف قطر المركزي وإدارته النقدية الحكيمة لسوق الصرف ، وقد ساهم مصرف قطر المركزي مشكوراً في إرشاد وتوجيه شركات الصرافة بغرض إعدادها لفعاليات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم ، وإخراجها بالصورة المثالية التي ستعزز مكانة قطر بين أفضل دول العالم في شتى المجالات ولاسيما المالية والاقتصادية والاستثمارية، حيث تم إعداد خطة مسبقة تهدف أولاً إلى توفير الريال القطري بالكميات المطلوبة ، وهو الذي إحتل صدارة التداول طيلة المونديال، وفي هذا الصدد سحبت شركات الصرافة جميع أرصدتها في البنوك من أجل طرح حجم ضخم من الريال القطري خدمة لمشجعي البطولة، بما يوازي ثلاثة أضعاف الأصول المستخدمة في السابق . كما أن مساهمة قطاع الصرافة في المونديال شملت تلبية متطلبات الجمهور لجميع العملات المتداولة وذلك بتوجيهات من مصرف قطر المركزي، حيث تم تداول مختلف العملات الخاصة بالدول المشاركة في البطولة كالبيزو الأرجنتيني والفرنك السينيغالي، بالإضافة إلى غيرها من البلدان الأخرى ، وترويجها في الأسواق العالمية والإقليمية.
إن إستضافة قطر للمونديال كانت أيضاً حدثاً اقتصادياً كبيراً حيث نجد أن موارد الاقتصاد قد اتسعت وقنوات الاستثمار قد تنوعت، حيث كانت السنوات الـ 12 الماضية مليئة بالمشاريع بالنسبة لقطر في مجال التنمية الاقتصادية التي تسارعت وتيرتها بسبب كأس العالم، كما أن العدد الكبير من الزوار الذي حضر هذا الحدث التاريخي سيعزز قطاع السياحة في البلاد، ونتوقع رؤية أعداد لابأس منها لاحقاً في قطر كزائرين أو مستثمرين أو شركاء لقطاعات اقتصادية محلية، وستحظى الشركات والمؤسسات في المنطقة بدفعة قوية تُسهم في تعزيز أعمالها بفضل إستضافة البطولة، ويتوقع أن تصل عوائد المونديال إلى ما يقارب الستة مليارات دولار أمريكي وفقًا لتقديرات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وختاماً لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في هذا النجاح، وكل من ساهم في رفع اسم قطر عالياً ، وتعزيز مكانتها اقتصادياً ، ونحن على ثقة من أن هذا النجاح سيقودنا إلى مرحلة جديدة من النمو والتقدم والإزدهار، وسيرسخ مكانة اقتصادنا ويوسع قنواته الاستثمارية بما سيتيحه له من خيارات جديدة . ودامت قطر رائدة متقدمة في ظل قيادتها الرشيدة والمستنيرة.