الدكتور سالم بن ناصر النعيمي
الرئيس التنفيذي لـ جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا
مسيرة نجاح متوجة بالإنجازات الأكاديمية الرائدة
الدوحة – رؤية
الدكتور سالم النعيمي نموذج للقيادي الناجح والمتميز في القطاع الأكاديمي والتعليمي و حقق انجازات متنوعة جعلته صاحب بصمة وعلامة فارقة مما يجعل يحظى باحترام وتقدير الطلبة والاكاديميين وجميع العاملين في قطاع التعليم .
يشغل الدكتور سالم النعيمي منصب رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وقد عمل منذ بداية توليه في جعل الجامعة مركزا للتميز في التعليم التطبيقي ومرجعا لإعداد الكفاءات الوطنية المناسبة لسوق العمل .وقد حقق العديد من الانجازات على المستويين الاكاديمي والقيادي حيث تضاعف عدد الملتحقين 3 مرات وطورت الجامعة برامج تطبيقية متخصصة منهم 20 برنامجا هم الاول من نوعهم في قطر ، كما تقوم تجربته القيادية على رؤى استراتيجية واضحة وخلق بيئة عمل قائمة على التعاون والمشاركة .
بدأ الدكتور سالم النعيمي مسيرته الاكاديمية منذ أكثر من 30 عاماً واكتسبت خبره عريقة من خلال العمل الأكاديميّ وفي القطاعين الحكومي والخاص. حصل على شهادات عليا في إدارة الأعمال ودكتوراه في علم الحاسوب. وعمل في بداية مسيرته المهنيّة محاضراً جامعيّاً وبعدها تولّى مراكز قياديّة في ريادة الأعمال والثروة الزراعية وفي مجال التعليم مثل جامعة قطر وإدارة الاحصاءات ومجلس التخطيط والمجلس الأعلى للتعليم وشركة ملاحة.
تكمن خبرة الدكتور سالم النعيمي في الاستراتيجيات التنظيميّة والريادة في الادارة، والتواصل وإدارة العمليات بكفاءة للوصول نحو الأهداف المخطّط لها وتحقيق النجاح المؤسّساتي. وقد شغل العديد من المناصب القيادية في قطاعات مختلفة وشركات عالمية، على سبيل الذكر لا الحصر، منصب نائب الرئيس التنفيذي لخدمات الدعم، والمدير المالي، بالإضافة إلى عملي في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والموارد البشرية والشؤون الإدارية.
في حديثه مع رؤية يحكي الدكتور سالم النعيمي تجربته واسلوبه في الادارة موضحا الجهود التي بذلتها جامعة الدوحة لتكون في المقدمة والتحديات التي واجهته وكيف تغلب عليها والانجازات التي تحققت موضحا سمات القيادة الناجحة لكل من يرغب في بدء مشروعه الخاص .

نجاح في زمن قياسي
كيف كانت تجربتكم في قيادة جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا؟
كان انضمامي للجامعة في فترتها الانتقاليّة من كليّة الى جامعة في نوفمبر 2018، فتوليّت منصب نائب الرئيس للشؤون المالية والإدارية وتم تعييني رئيساً في يناير 2021. عندما توليت قيادة جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، كنت مدركًا لحجم المسؤولية والتحدي في بناء مؤسسة تعليمية حديثة تُقدم نموذجًا مختلفًا في التعليم العالي. منذ البداية، وضعت نصب عيني أن تكون الجامعة مركزًا للتميز في التعليم التطبيقي، وأن تصبح مرجعًا في إعداد الكفاءات الوطنية لسوق العمل. النجاح الذي تحقق في وقت قياسي لم يكن محض صدفة؛ بل كان ثمرة لرؤية استراتيجية واضحة، وفريق عمل ملتزم، وبيئة تعليمية تدمج بين النظرية والتطبيق. ركزنا على تطوير برامج أكاديمية متخصصة تلبي احتياجات السوق، وتعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب عملي للطلاب، ما ساهم في إعدادهم بشكل أفضل لمتطلبات سوق العمل.
تجاوز التحديات بجدارة
ما هي أبرز التحديات التي واجهتها وكيف تم التغلب عليها؟
في البدايات، واجهت الجامعة تحديات كبيرة على عدة مستويات. كان من الضروري بناء هوية قوية للجامعة في بيئة تنافسية تضم مؤسسات تعليمية مرموقة ذات تاريخ طويل. كما كان علينا استقطاب الكفاءات من هيئة تدريسية وإدارية قادرة على قيادة نموذج التعليم التطبيقي. من أبرز التحديّات أيضًا كان تسليط الضوء ورفع الوعي بأهميّة التعليم التطبيقيّ الذي بات مطلباً حديثاً ومهمّاً على المستوى العالميّ، إضافةً الى التوفيق بين احتياجات سوق العمل ومتطلبات المناهج الدراسية، وهو ما تطلب بناء جسور تواصل فعّالة مع الجهات الفاعلة في السوق، لضمان أن برامجنا الأكاديمية تواكب تطور القطاعات المختلفة. تجاوزنا هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون مع القطاعات الصناعية، وتطوير بنية تحتية تعليمية حديثة، وإشراك الطلبة في مشاريع عملية، ما أتاح لهم فرصة اكتساب الخبرة المباشرة.
استراتيجية بناء فريق العمل
ما هو أسلوبك في الإدارة والتعامل مع فرق العمل؟
أسلوبي في الإدارة يتلاقى مع التوجّه العالميّ في المجالين الأكاديميّ والقياديّ، والذي يضع رؤساء الجامعات في مرتبة «رؤساء تنفيذيّين»، لأنّ نظرة الرئيس التنفيذيّ في إدارة الجامعة مختلفة عن الرئيس الأكاديميّ فقط، وتتميّز بعدّة أمور مهمّة، أوّلها العمل على خلق شراكات مستمرّة مع قطاعات مختلفة، وثانيها الانفتاح على الابتكار والتفهّم والبحوث وثقافة تقبّل الآخر والريادة.
وبالتالي العمل في الجامعة قائم على الثقة والتمكين. أؤمن أن القيادة الحقيقية لا تكمن فقط في إصدار التوجيهات، بل في بناء فريق عمل متماسك يمتلك رؤية واستراتيجيّة مشتركة. أحرص على أن تكون بيئة العمل قائمة على التعاون والمشاركة، حيث يُمنح كل فرد الفرصة للتعبير عن أفكاره بحرية. كما أؤمن بأهمية الاستماع إلى مختلف وجهات النظر، لأن ذلك يعزز من فرص الإبداع والابتكار.
مواكبة احتياجات سوق العمل
ما هي استراتيجية عمل الجامعة لمواكبة احتياجات سوق العمل؟
استراتيجية عمل جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا ترتكز على رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز التميز الأكاديمي، دعم البحث التطبيقي والابتكار، وتحقيق استدامة التأثير المجتمعي إضافة الى إظهار الفاعلية والكفاءة المؤسسية. الاستراتيجية صُممت بعناية لضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل في قطر والعالم، مع التركيز على إعداد خريجين مؤهلين وقادرين على مواكبة التطورات السريعة في بيئات العمل. كذلك تؤمن الجامعة بأن توفير بيئة تعليمية حديثة ومتطورة هو عنصر أساسي في تحقيق التميز الأكاديمي. لذلك، تخطط الجامعة لتطوير بنيتها التحتية من خلال إنشاء مرافق تعليمية إضافيّة مع اعتماد معايير الاستدامة في تصميم وتنفيذ هذه المرافق.
الجامعة تستهدف خفض استهلاك الطاقة بنسبة %10 لكل متر مربع خلال السنوات الأربع المقبلة، وتقليل تكلفة الطاقة لكل طالب بنسبة %10، ما يعكس التزامها بالاستدامة البيئية. علاوة على ذلك، سيتم تطوير النظام الرقمي في الجامعة لدعم التعلم المدمج (Blended Learning)، ما سيمنح الطلبة تجربة تعليمية مرنة تجمع بين الحضور الشخصي والتعلم عن بُعد. أمّا في ما يخصّ الأداء المؤسسي، تسعى الجامعة للحصول على اعتمادات وتصنيفات على المستويين الإقليمي والعالمي.