بقلم: حسن حاموش
استوقفني إهتمام أحد الباحثين المخضرمين في معرض الكتاب بشراء كتب تتعلق بمسيرة التعليم في عدد من الدول ، فسألته مستغرباً :هل توقفت عن قراءة الكتب الفكرية والسياسية ؟أجابني مبتسماً : إذا أردت أن تعرف مستقبل الدول والأوطان يجب أن تتابع مسيرتها التعليمية ومستواها الأكاديمي . وخلال تعمقي بالأبحاث والدراسات وجدت أن الدول التي وضعت التعليم في أولوياتها نهضت وتجاوزت كل التحديات بدليل تجربتيّ سنغافورة وماليزيا .أما الدول التي أهملت التعليم انهارت ووقعت في أزمات سياسية وتنموية واقتصادية .
ما قاله الباحث المخضرم يختصر الواقع ذلك أن نهضة الشعوب والأوطان ترتكز على منظومة تعليمية تواكب العصر وتبني أجيال المستقبل ، فالتعليم هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع العلم والمعرفة ، وبإمكان التعليم أن يحسِّن سبل العيش من خلال زيادة المداخيل، وتنمية المهارات اللازمة وتعزيز الكوادر الوطنية وتحقيق الإستثمار الأمثل للموارد وصولاً إلى أعلى مستويات النمو الإقتصادي والإزدهار والرفاهية .
إن الإهتمام بالتعليم يعتبر بمثابة العمود الفقري للنهضة . وتظهر قوة التعليم الجيد من خلال تهيئة الطلبة ليكونوا كوادر وكفاءات قادرة على تحمل المسؤوليات . ويلعب التعليم دوراً رئيسياً في التحول المطلوب إلى مجتمعات أكثر استدامة . فالتعليم يؤسس لقاعدة راسخة للقيم والمفاهيم المجتمعية ويساهم في تنمية وتطوير المهارات وتعزيز الوعي المجتمعي .
في دولة قطر تجربة راقية ومميزة في مسيرة تعليم تعتبر نموذجاً ملهما .فقد وضعت القيادة الرشيدة بناء التعليم مرتكزا لمسيرة النهضة التي شهدتها قطر إنطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن التعليم يصنع المستقبل المشرق . وقد تجلى ذلك في رؤية قطر الوطنية 2030 التي حددت الأهداف الطموحة للإرتقاء بالتعليم الى أعلى المستويات . وخلال سنوات من الجهد والعطاء تمكنت قطر ان تحصد الثمار وتحقق افضل التصنيفات العالمية في جودة التعليم .